سيظل التاريخ شاهدا على أن المغرب هو الفاعل الرئيسي في إفريقيا، الذي عاد إلى أسرته المؤسسية الإفريقية، وسط اعتراف المجتمع الدولي بالدور الريادي للمملكة ومساهمتها النوعية من أجل القارة. وتشكل نهاية عام 2017 مناسبة لاستحضار الحصيلة الإيجابية لعودة المغرب "السعيدة" إلى الاتحاد الإفريقي، التي جاءت كثمرة للسياسة الإفريقية التي دشنها الملك محمد السادس، الذي أولى اهتماما خاصا، وبعزم أكيد، لترسيخ العمق الإفريقي للمملكة منذ توليه العرش.
ويعد المغرب رائدا لمقاربة تعاون جنوب -جنوب لفائدة دول القارة الإفريقية، من خلال إطلاق مشاريع ملموسة، كما تشهد على ذلك الأوراش التي دشنها صاحب الجلالة، خلال جولاته الإفريقية والتي فتحت آفاقا واعدة للتعاون في المجالات الاقتصادية والاجتماعية مع الدول الإفريقية.
وتواصل المملكة سياستها الإفريقية من خلال مبادرات ترمي إلى إسماع صوت القارة في المحافل الدولية والدفع بها قدما لتحتل المكانة اللائقة بها.
وفي هذا السياق، لقيت جهود المملكة على الصعيد القاري ترحيبا على أعلى المستويات، إذ أكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فاكي محمد، خلال افتتاح القمة الخامسة للاتحاد الإفريقي -الاتحاد الأوروبي بأبيدجان (29-30 نونبر 2017)، أن إفريقيا استعادت وحدتها بعودة المغرب إلى أسرته المؤسسية الإفريقية.
وعزز المغرب من حضوره الإفريقي على المستويات الثنائية ومتعددة الأطراف، ارتكازا على مقاربة التعاون جنوب -جنوب التي أثمرت إطلاق مشاريع في مجالات منتجة، مساهمة في دفع النمو وخلق فرص الشغل وتحسين ظروف عيش المواطنين الأفارقة.
ولا أدل على ذلك من عمل المغرب الدؤوب على تنويع شركائه من الدول الإفريقية في المجالات ذات الصلة بالتنمية البشرية والاجتماعية والاقتصاد وإصلاح الحقل الديني.
كما أصبح المغرب، بفضل جهوده الحثيثة في دعم التعاون في المجالات الاقتصادية والمالية والبنكية والاتصالات، المستثمر الإفريقي الأول في غرب إفريقيا والثاني على صعيد القارة.
وفي حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، عشية انعقاد القمة الإفريقية ال29 (27 يونيو - 4 يوليوز)، قال فاكي محمد "إن المغرب دولة يعتمد عليها الاتحاد الإفريقي لتعزيز موقع القارة في المنتظم الدولي"، مضيفا أن انتظارات الاتحاد من المغرب كبيرة وأن المملكة تمثل إضافة للقارة الإفريقية الطامحة إلى الانعتاق من براثن الفقر من أجل تمكين الشعوب الإفريقية من العيش بكرامة وتحقيق الازدهار في إطار السلام.
ومن دون أدنى شك، مكنت عودة المغرب إلى الأسرة المؤسسية الإفريقية في 30 يونيو الماضي، الدول الإفريقية من الاستفادة من التراكم الذي حققه المغرب تحت القيادة المتبصرة للملك، حيث لقيت هذه العودة المظفرة دعما منقطع النظير وشكلت انتصارا للمغرب ولإفريقيا على حد سواء، وتدشينا لمرحلة جديدة من العلاقات بين المملكة وعمقها الإفريقي، عنوانها التنمية المشتركة.