حرب إعلامية غير معلنة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وموقع فيسبوك حيث انتقد ترامب اليوم الجمعة، مزاعم موقع التواصل الاجتماعي الأشهر، بأنه نشر آلاف الإعلانات القادمة من روسيا من مجموعات تسعى للتأثير على انتخابات العام الماضي، وذلك على الرغم من نفى الكرملين أي تورط. وكتب ترامب في تغريدة له على موقع تويتر، بعد يوم من نشر شبكة التواصل الاجتماعي الشهيرة إنها ستزود الكونجرس الأميركي بتفاصيل حول الإعلانات السياسية، التي تمت برعاية الروس، كجزء من التحقيق في النفوذ الروسي في انتخابات الرئاسة الأميركية :" لايزال الخداع الروسي يتواصل، والآن إنها إعلانات على فيسبوك، ماذا عن التغطية الإعلامية المنحازة تماما وغير الشريفة لصالح هيلاري المخادعة؟" .
ونفى الكرملين تورطه في إعلانات فيسبوك التي استهدفت التأثير على السياسة الأميركية، وقال انه لا يعرف من وضع تلك الإعلانات.
وكان مسؤولون في موقع "فيسبوك" أطلعوا محققين في الكونجرس الأمريكي على أن الشبكة اكتشفت أنها باعت إعلانات على موقعها الإلكتروني، خلال حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية، لشركات روسية تسعى لاستهداف الناخبين.
ونشر مسؤولون في فيسبوك - تقريرًا نقلته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية على موقعها الإلكتروني - يفيد بأن الشبكة الإلكترونية تتبعت مبيعات الإعلانات التي بلغت قيمتها 100 ألف دولار أمريكي لشركة روسية تسعى لإحداث فوضى على الإنترنت، عن طريق نشر تعليقات تحريضية، كما تملك تاريخًا في نشر الدعاية المؤيدة للكرملين.
وجاءت تصريحات مسؤولي فيسبوك في إطار تحقيق محققي الكونجرس والمستشار الخاص روبرت مولر، في احتمال تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ومزاعم بأن الكرملين قد يكون نسق مع حملة ترامب.
واكتشف فريق "فيسبوك" أن هناك 470 حسابا زائفا وصفحات يعتقد أنها كانت تدار من خارج روسيا وعلى صلة بالشركة الروسية وتدخلت في ترويج الأخبار الكاذبة.
وأعلنت الاستخبارات الأمريكية في يناير الماضي أن روسيا تدخلت في الانتخابات الأمريكية لمساعدة ترامب، ودفعت الأموال لمتصيدي الوسائط الاجتماعية لنشر أخبار كاذبة تتعمد تحريض الرأي العام.
وأوضحت "واشنطن بوست" أن ما أنفقته روسيا على الإعلانات بهدف نشر أخبار كاذبة يعد ضئيلًا مقارنة بإجمالي نفقات الحملة الانتخابية؛ إلا أن التقرير الذي عرضه فيسبوك عن نشر الرسائل السياسية أشعل تساؤلات المحققين حول ما إذا كانت روسيا قد تلقت توجيهًا من الولاياتالمتحدةالأمريكية أم لا، وهو التساؤل ذاته الذي طرحه بعض الديمقراطيين لعدة أشهر.
وقال مسؤولون في فيسبوك إن هناك أدلة على أن بعض الحسابات أنشئت بواسطة وكالة لبحوث الإنترنت ومقرها مدينة سانت بطرسبرج في روسيا.
وأضاف المسؤولون أن سياسة البيانات الخاصة بهم والقانون الفيدرالي لا يسمح لهم بنشر محتوى أو بيانات مستخدميهم لذا فلن يقوموا بنشر أي إعلانات.
وأعلن "فيسبوك" هذا العام عن إجرائه تطويرا تكنولوجيا لكشف الحسابات الزائفة، كما أعلن مؤخرًا عن عدم السماح للصفحات بنشر الإعلانات إذا نشرت الصفحة عددا من الأخبار الكاذبة مسبقًا.