بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز للمغرب سنة 1986 واستضافته من طرف الملك الراحل بقصره بإفران، هاجم الفلسطينيون الحسن الثاني، وكرد فعل على ما وصف بخرق الإجماع العربي، سمحوا لزعيم جبهة البوليساريو عبد العزيز المراكشي بالمشاركة في الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني الفلسطيني الثامن المنعقد بالجزائر في أبريل سنة 1987.. وهو ما لم يستسغه الحسن الثاني الذي كرس وقته للبحث عن مخرج للقضية الفلسطينية، الأمر الذي دفع الملك للهجوم بشدة على الفلسطينيين وتوجه بالتهديد إلى المغاربة قائلا: "أقول، ولا أريد التهديد، لكن أنا ضمير المغاربة، إذا قام فلسطيني وبقي مغربي جالسا، فإنه انتقاما لروح شهدائنا الذين مثلوا بالصهاينة، غادي نلطخ باب دارو كيف ما كانوا الناس كايديرو بداك الشي للي ما كيتسماش". وعلى خلفية الانتفاضة الشعبية بشمال المملكة سنة 1984، جاء الحسن الثاني إلى التلفزيون وهو مقطب الحاجبين على إثر الشعارات الحادة التي رفعت، أو الكلام الذي طبع في مناشير سرية خاصة بمراكش، أخذ الملك يتحدث عن المخربين والمشوشين على النظام، وسرد واقعة لها دلالتها: "كانتذكر كانهضر واحد النهار مع سيدنا الله يرحمو.. كان كايقرا الجرائد نتاع المعارضة، قلت ليه آسيدي، سيدنا خاصو يكون منطقي مع نفسو، ودابا آسيدنا إلى كنتي مثلا هابط للمدينة تصلي، وقالو ليك راه مليون ديال الناس واقفين في الطريق 800 ألف غادي يقولو يحيا الملك و200 ألف غادي يصفرو، بهذا اللفظ باقي كانعقل، قال آخويا منهبطش إلى كانت هادي وقت قلة الحياء، فهادي وقتك هادي، أنا بعدا ما نهبطش، إيوا وأنت؟ قلت ليه نعام سيدي إلى كنت عارف الأغلبية غادة تقول يحيا والأقلية غاتقول يسقط نهبط، وماحدي غادي فالمشروعية، دوك للي قالوا يسقط نخلي دار باباهم.. بكل صراحة" أنهى الحسن الثاني رسالته التهديدية، قبل أن يخاطب عموم الناس وهو يضرب براحة يده على مكتبه، "إذن نكونو عفاكم متافقين على هاد الشي".. بالإضافة إلى خطابه الشهير حول الريف والذي خرج فيه عن طوع الحكمة المعهود فيه.