لازالت أسراب الجراد القادمة من الحدود الشرقية للمملكة تستمر بهجماتها بشكل كثيف على المحاصيل الزراعية بمنطقة "واد درعة" (إقليم طاطا)، مخلفة ورائها خسائر مادية قدرت بمئات الهكتارات.
في الوقت ذاته، لازالت مصالح المركز الوطني لمكافحة الجراد تواصل عمليات المعالجة على الشريط الحدودي (واد درعة) من أجل حماية المحاصيل الزراعية للمواطنين، ومنع أسراب الجراد من الانتقال إلى المدن الفلاحية. فيما لاتزال الفعاليات الجمعوية بإقليم طاطا تطالب السلطات المركزية بتكثيف إرسال الطائرات والوسائل اللوجستيكية الإضافية إلى إقليم طاطا من أجل محاربة الجراد بشكل سريع.
وتمكنت أسراب الجراد التي غزت سهول درعة تافيلالت بالإقليم من التهام حوالي 600 هكتار، والإضرار بمحاصيل 100 فلاح بالمنطقة. الشيء الذي جعل الفلاحة المنكوبين يطالبون بالزيادة في عدد الطائرات لتفادي اجتياح الأسراب للمحاصيل المتبقية.
في هذا السياق، وجهت المستشارة البرلمانية هناء بن خير، عن فريق الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، سؤالا كتابيا إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات حول الخسائر التي تكبدها الفلاحون بإقليم طاطا بسبب اجتياح أسراب الجراد محاصيلهم الزراعية.
وأشارت أن عدد الفلاحين المتضررين من هذه الآفة بلغ 100 فلاح تقريبا، موردة أن هؤلاء الفلاحين "علقوا آمالا كبيرة على هذا الموسم الفلاحي بعد التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفها الإقليم"، متسائلة عن التدابير التي ستتخذها الوزارة المعنية من أجل تعويض هؤلاء الفلاحين عن الأضرار التي لحقت بهم من جراء ضياع محاصيلهم الزراعية.
من جانبه أكد ادريس السنتيسي رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، أن أسراب الجراد اجتاحت في الأيام الأخيرة عددا من مناطق المملكة، وتعتبر هذه الهجمات غير جديدة، لاسيما في ظل الظروف المناخية المتسمة بقلة التساقطات المطرية في بعض دول الجوار.
ويشار إلى أن تقارير منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة، أكدت أن الجراد يستهدف المحاصيل الغذائية والغطاء النباتي الذي تستخدمه قطعان الرعاة.
وحسب ما نشرته المنظمة ذاتها عبر موقعها الرسمي، فإن كيلومترا مربعا واحدا من سرب الجراد يحتوي على 80 مليونا من الجراد البالغ، مشيرة إلى أنه يستطيع في يوم واحد استهلاك كمية من الطعام تساوي ما يستهلكه 35 ألف شخص. وأضافت أنه عندما تصبح الأسراب كبيرة وواسعة الانتشار تشكل تهديدا رئيسيا للأمن الغذائي وسبل المعيشة القروية.