منذ سنوات، والمغرب يطمح إلى وقف النزيف المدرسي، والحد من ظاهرة الهدر ، واضعا ذلك ضمن أهدافه الكبرى لقطاع التعليم، والتي تتجلى في تقليص عدد الأطفال الذين يغادرون فصول الدراسة لأسباب اجتماعية أو عائلية، حالت دون إتمام مسارهم التعليمي.
كما أن المغرب لازال يواصل عملية الحد من هذه الظاهرة عبر مجموعة من البرامج التي توفّر النقل المجاني والطعام والمبيت للتلاميذ الذين يقطنون بعيداً عن مقار تعليمهم، أو عبر تقديم الدعم المادي للأسر واستقبالها في سكن التلميذات والتلاميذ، مع مبادرة توزيع مليون حقيبة تحوي لوازم مدرسية، بالإضافة إلى إنشاء مدرسة الفرصة الثانية التي تقدّم دعماً مدرسياً وتكويناً حرفياً للتلاميذ الذين تسرّبوا من التعليم، ولا ننسى برنامج تيسير للتحويلات المالية، الذي يمنح دعما ماليا للأطفال من أجل مواكبة الدراسة، والحد من ظاهرة الانقطاع المدرسي.
وعلى الرغم من هذه الإجراءات الرامية إلى تحسين مستوى التعليم بالمغرب، وإيقاف نزيف الهدر المدرسي، إلا أن الوزارة لازالت في صراع وعجز حال دون تجويد الحلول المناسبة للقطاع، حيث أعلنت هذه الأخيرة عن مغادرة 335 ألف تلميذ فصول الدراسة هذا الموسم.
كما أن الحصيلة التي أصدرتها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة لهذا الموسم، أوردت فيها مجموعة من المؤشرات والأرقام التي تعطي صورة واضحة عن أوضاع القطاع، والتي تبرز الارتفاع المستمر في صفوف التلاميذ والتلميذات كل سنة، دون أن تجد حلولا ناجعة لأسباب الإنقطاع الذي ينتج عنه الهدر المدرسي.
إن حصيلة هذا الموسم مقلقة حيث غادر 334,664 تلميذ وتلميذة، هذا الرقم مازال مرشحا للارتفاع، مقارنة مع سنة 2020 التي شهدت مغادرة 33 ألف متمدرس الدراسة، لتبقى هذه الأرقام المتفاوتة مستعدة للصعود في الوقت الذي يفترض أن تنخفض فيه بمرور السنوات، كما يفترض من وزارة التربية الوطنية تقليص عدد هؤولاء المنقطعين بنسبة الثلث في أفق 2026.
وقد بلغ العدد الإجمالي للقطاعين العام والخاص حسب الوزارة إلى 7,931,841 تلميذا، أي بزيادة قدرها 1,4 في المائة، مقارنة مع الموسم السابق، ويتوزع هذا العدد على التعليم العمومي، الذي عرف ارتفاعا طفيفا وصل إلى 0,7 حسب معطيات حصيلة الوزارة.
و يذكر أنه في وقت سابق، تمكنت وزارة التعليم حسب أرقام رسمية، من إعادة 120 ألف تلميذة وتلميذ إلى الدراسية، بالمستويات التعليمية الثلاثة، 42 في المئة منهم إناث، خلال الموسم الدراسي الجاري. وذلك حسب الإجراءات التي باشرتها .
كما تمكنت الوزارة أيضا من إدماج أكثر من 59 ألف تلميذة وتلميذ، ثلثهم من الإناث، في الوسط القروي، بفضل حملات للإدماج المباشر 2022 – 2023، وإرجاع أكثر من نصف التلاميذ غير الملتحقين بالمدرسة.