بعدما كان مقررا سلفا أن يقوم الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، بزيارة فرنسا ولقاء الرئيس إمانويل ماكرون، تقرر تأحيل الزيارة إلى أجل غير مسمى. وكشفت الرئاسة الجزائرية أن عبد المجيد تبون أجل زيارته إلى فرنسا، بسبب ما وصفته ب" الأوضاع السائدة في فرنسا"، التي تعيش تحت وطأة احتجاجات عنيفة وحالة تصعيد كبيرة بين الشعب والحكومة.
تأجيل الزيارة المقررة يأتي بعد إعلان الجزائر عودة سفيرها لدى فرنسا، وذلك عقب 50 يوماً من استدعائه إلى الجزائر العاصمة للتشاور على خلفية قضية المعارضة الجزائرية- الفرنسية أمينة بوراوي.
عودة السفير هي علامة أخرى على بوادر الانفراج في العلاقة بين باريسوالجزائر، وفق ما نقلت صحف جزائرية وفرنسية، لا سيما بعد الاتصال الهاتفي الأسبوع الماضي بين رئيسي البلدين، واللذين لم يتحدثا قبل ذلك منذ الأزمة الدبلوماسية التي أشعلتها قضية الناشطة السياسية الجزائرية-الفرنسية عقب ترحيلها من مطار تونس إلى فرنسا بعد تدخل الخدمات القنصلية الفرنسية.
وكان الرئيس الجزائري قد كشف في وقت سابق، لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، أنه سيزور باريس العام الجاري، فيما عبر ماكرون في مقابلة مع أسبوعية "لوبوان" الفرنسية عن أمله في "أن يتمكّن الرئيس تبّون من القدوم إلى فرنسا في عام 2023 لمواصلة عمل صداقة غير مسبوق".
في المقابل، يبحث عبدالمجيد تبون دفع الرئيس الفرنسي، إلى الإعتذار عن الفترة الإستعمارية، وهو ما يقابله ماكرون بالرفض، حيث أكّد في مقابلته مع "لوبوان" أنّه لن يطلب "الصفح" من الجزائريين عن استعمار فرنسا بلدهم، لكنّه يأمل أن يستقبل نظيره الجزائري عبد المجيد تبّون في باريس هذا العام، لمواصلة العمل معه على ملف الذاكرة والمصالحة بين البلدين.
وقال ماكرون: "لست مضطراً إلى طلب الصفح، هذا ليس الهدف. الكلمة ستقطع كلّ الروابط"، موضحاً أنّ "أسوأ ما يمكن أن يحصل أن نقول: (نحن نعتذر وكلّ منّا يذهب في سبيله)"، مشدّداً على أنّ "عمل الذاكرة والتاريخ ليس جردة حساب، إنّه عكس ذلك تماماً".