جوليا سينينجر إحدى الشابات المولعات بالقطارات، ومن طريقة عيشها وانتظام رحلات سفرها نعرف أن لا مجال للشك في حبها للقطارات. تعيش جوليا البالغة من العمر 33 عامًا في العاصمة السويديةستوكهولم، وهي تسافر بانتظام بالقطار، ليس فقط لزيارة عائلتها في لوكسمبورغ، ولكن أيضًا إلى وجهات إجازتها. وهي تفضل السفر بالقطار على الطيران لأسباب بيئية بشكل أساسي، ومع ذلك، تضيف أن القطارات ببساطة أكثر متعة، لا سيما أنها توفر خدمات النوم. تقول سينينجر: "إن القطارات أكثر متعة لأنك تلتقي بمزيد من الأشخاص، وستستمتع بمحادثات مثيرة للاهتمام أكثر". ويزدادُ حظ سينينجر، مع عودة القطارات النائمة إلى قارة أوروبا، وهي قطارات تخصص مكانا للنوم بالنسبة للمسافرين.وتم إطلاق عدد من الخدمات الجديدة منذ الصيف الماضي، ومن المقرر أن تبدأ في وقت لاحق من هذا العام، أو في عام 2024. بالعودة إلى تشرين أول أكتوبر، سافرت السيدة سينينجر وزوجها في خدمة النوم التي تم إطلاقها حديثًا من ستوكهولم إلى هامبورغ، ثاني أكبر مدينة في ألمانيا. ويتم تشغيل هذا القطار من قبل شركة السكك الحديدية السويدية. تغادر الخدمة ستوكهولم كل يوم في الساعة 5.30 مساءً وتصل إلى هامبورغ في الساعة 6.30 صباحًا. SJيستغرق قطار النوم التابع لشركة "إس جي" 13 ساعة للسفر بين ستوكهولم وهامبورغ تقول سينينجر، التي تعمل في شركة المهندسين المعماريين: "لقد حجزنا القطار بمجرد إطلاقه". "لا يزال يبدو وكأنه وقت طويل، لكنك تذهب إلى النوم، وهذا جو لطيف في القطار." إن البصمة الكربونية ليست سوى جزء بسيط من الرحلة، إذ ينتج عن السفر من ستوكهولم إلى هامبورغ حوالي 250 كيلوغرام من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل راكب، وفقًا لموقع الحساب "إيكو باسنجير". على النقيض من ذلك، فإن ثاني أكسيد الكربون المنطلق من السفر عبر قطار يعمل بالطاقة الكهربائية يبلغ 26 كغم فقط. القطار الليلي "إس جيه" يتكون من تسع مقطورات، ويتسع ل 400 راكب. يقول دان أولوفسون ، رئيس خدمات المناقصات في "إس جيه"، إن الخدمة الجديدة اقترحتها الحكومة السويدية، "لأنهم أرادوا نقل المزيد من الناس نحو السفر الصديق للمُناخ، وكان أحد الحلول هو القطار الليلي بين السويدوألمانيا". الخدمة مدعومة بالطاقة المتجددة، ويقول أولوفسون إن السويديين يستخدمونها عادة لربطهم بخدمات السكك الحديدية الأخرى من هامبورغ. ويضيف أولوفسون: "هامبورغ ليست الوجهة الرئيسية لمعظم المسافرين، لكنها مركز مهم للناس للوصول إلى المزيد من الوجهات في ألمانياوفرنسا وما إلى ذلك". "لدينا أشخاص يريدون السفر على متنها للوصول إلى منتجعات التزلج، ولكن بعد ذلك أيضًا لعقد اجتماعات في بروكسل، لهذا السبب وصلنا مبكرًا إلى هامبورغ." * رحلة على متن أسرع قطار على كوكب الأرض * لماذا تطلق بريطانيا قطارات جديدة تعمل بالهيدروجين؟ * حملة لمكافحة "سيلفي القضبان" في فرنسا تخطط الشركة لتوسيع الطريق إلى برلين من أبريل، وستتنافس مع مزود حالي للقطارات الليلية بين ستوكهولم وهامبورغ وبرلين. كان هناك ضجة كبيرة بين عشاق القطارات في وقت سابق من هذا العام عندما ظهرت أنباء عن أن شركة القطار البلجيكية الهولندية "يوروبين سليبر" ستبدأ في نقل الأشخاص بين عشية وضحاها من بروكسل وأمستردام إلى برلين. يقول كريس إنجلسمان، أحد مؤسسي شركة "يوروبين سلييبر": "أنا من أشد المعجبين بالقطار الليلي". "إنها مغامرة ورومانسية وفعالة." ويستعرض قوائم رحلاته المفضلة، بما في ذلك فيينا إلى كييف وميلانو إلى صقلية، والتي تشمل أيضًا ركوب القارب، مضيفاً "العطلة تبدأ عندما تستقل القطار". European Sleeperتخطط شركة "يوروبين سلييبر" لتوسيع خدمتها من برلين إلى براغ تبدأ الخدمات اعتبارًا من نهاية مايو، ستدير شركة "يوروبين سلييبر" في البداية القطارات ثلاث مرات في الأسبوع، مع قدرة كل رحلة على استيعاب حوالي 500 شخص. لكن لماذا بين بروكسلوبرلين ؟ يقول إنجلسمان: "لا يوجد قطار ليلي آخر على هذا الطريق، فمنذ ست سنوات تقريباً أنهت السكك الحديدية الألمانية خدمة القطار الليلي، كنت محبطًا حيال ذلك لأنه بدا وكأنهُ محجوز بشكل دائم." تعتزم شركة "يوروبين سلييبر" تمديد طريقها إلى براغ، العاصمة التشيكية، اعتبارًا من العام المقبل. تقول شركة القطارات الليلية الفرنسية "ميد نايت ترينز" إنها تريد "إعادة إيقاظ التجربة الساحرة للقطار الليلي" عندما تطلق أول خدماتها الفاخرة من باريس في عام 2024. بهدف خدمة أكثر من 10 وجهات في نهاية المطاف بما في ذلك روما وبورتو وإدنبرة، وتسوق الشركة لفكرة أن قطاراتها ستكون مثل "الفنادق على السكك الحديدية" التي لها "سحر العشرينيات الرائع". وفي الوقت نفسه، ستبدأ خدمة القطارات النائمة الحالية "نايت جت"، المملوكة لشركة السكك الحديدية النمساوية، في وقت لاحق من هذا العام تشغيل خطوط بروكسل وفيينا وباريس وفيينا على أساس يومي، بزيادة ثلاث مرات في الأسبوع. Nightjetمن المقرر أن تزداد وتيرة قطارات شركة "نايت جت" النائمة في وقت لاحق من هذا العام كات جونز هي المؤسسة والرئيسة التنفيذية لوكالة السفر "باي واي ترافيل" المعنية بالحد من سفر عبر الطائرات، تقول إن عودة شعبية القطارات النائمة "تعيد البهجة إلى السفر". "الهدف من السفر هو التجربة وليس مجرد الوصول" ، كما تقول جونز "الناس متصلين بأن العطلة تبدأ عندما يفتح باب القطار". وبحسب موقع السفر، وخاصة إذا كنت تبدأ من المملكة المتحدة، يمكن أن يكون السفر بالقطار غالبًا أكثر تكلفة من السفر بالطائرة، ويمكن أن تكون أسعار القطارات في المملكة المتحدة في الواقع أغلى بنسبة 50٪ من الرحلات الجوية، وفقًا لدراسة أجرتها مجلة اختيار المستهلك في عام 2021. مارك سميث ، مؤسس موقع دليل القطارات "سيت 61" يقول: "مثل الطيران، تحتاج إلى الحجز مسبقًا للعثور على سعر أرخص". "لكن عليك أن تتذكر أن شركات الطيران لا تدفع رسومًا على الوقود. "تفرض بعض البلدان ضريبة القيمة المضافة على رحلات القطار، لكن لا أحد يفعل ذلك على تذاكر الطيران، لكن النوم على متن قطار طوال الليل يوفر فاتورة الفندق." ويضيف أنه حتى لو كان السفر بالسكك الحديدية لمسافات طويلة يمكن أن يكون أكثر تكلفة، "نرى المزيد من الناس يختارون القطار". يقول سميث: "تم الاعتياد أن يعاني بعض الناس من رهاب الطيران أو يحبون القطارات فقط، لكن الآن يحاول الجميع تقليل انبعاثات الكربون ويريدون رحلة أكثر إمتاعًا". "يريد الناس الابتعاد عن ضغوط المطار، وبمجرد سفرهم بالقطار ورؤية المزيد من المناظر الطبيعية من النافذة، والاستمتاع بالفندق بسهولة عند وصولهم إلى الوجهة، فإنهم يحبون خوض التجربة مرة أخرى."