بشكل "متعمد" عاد الرئيس التونسي قيس سعيد للتعبير عن عدائه للوحدة الترابية للمملكة، بعدما أظهر التلفزيون الرسمي شريطا مصورا للمشروع "الربط البري المغاربي"، يظهر فيه خريطة المغرب "مقسمة".
ورغم أن المشروع تم "طيه" منذ سنوات الراحل الحسن الثاني، فقد تعمد قيس سعيد الحديث عنه، وإعادة النقاش حوله، وذلك بعد افتتاحه للطريق السريع "قابس-رأس جدير"، والذي صرح من خلاله على رغبة بلاده في إحياء المشروع المغاربي.
وقد شكلت تصريحات قيس سعيد، "مثارا للجدل" داخل الأوساط التونسية، والتي تساءلت: كيف يمكن للرئيس الحديث عن المشروع والعلاقات مع الرباط متأزمة على خلفية استقبال ما يسمى بتنظيم "جبهة البوليساريو" ؟، كما أن توقيت الحديث عن المشروع الذي تم طيه لعقود يبقى "مشبوها".
أستاذ العلاقات الدولية، عبد الفتاح بلعمشي، يقول إن " العداء الحالي تجاه الوحدة الترابية للمملكة في تونس، ليس مصدره الشعب التونسي أو القوى السياسية، بل هو موقف للرئيس وحده، الذي اختار البقاء على السلطة من خلال الدعم الذي يتلقاه من الجزائر".
وأضاف بلعمشي في حديثه ل"الأيام 24″، أن " بتر الإعلام الرسمي للخريطة المغربية ليس له أي تأثير ولا يجب أن يأخذ الانتباه أكثر"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن " الانحياز الذي يمارسه قيس سعيد في ملف الصحراء ليس "موفقا"، فاستقباله لزعيم ما يسمى ب" البوليساريو" كلف علاقات ثمينة مع المملكة المغربية".
وأردف أستاذ العلاقات الدولية، أن " موقف سعيد من الصحراء ليس مهما ولا تأثير له على مجريات الملف، إذ أصبحت هاته القضية لا تدبر على مستويات "ضيقة"، ولا تستطيع أي دولة في العالم من غير جنوب افريقيا والجزائر، أن تعاكس المغرب في هذا الملف".
وحول مستقبل العلاقات بين تونسوالرباط، في ظل استمرارية المواقف المعادية لقيس سعيد، يشير المتحدث ذاته إلى أن " العلاقات بين الشعبين هي عريقة ولا يمكن لقيس أو غيره أن يؤثر عليها، أما سياسيا فالمغرب يعلم جيدا مكانته على المستوى العالمي، ولا يمكنه قبول هاته الردود المعادية لسعيد والتي لا ترقى لتاريخ العلاقات بين البلدين".