أعلنت الولاياتالمتحدة، اليوم الثلاثاء، فرض عقوبات جديدة ضد إيران على خلفية برنامجها للصواريخ البالستية، وذلك بعد ساعات على اعتراف واشنطن بالتزام الجمهورية الاسلامية ببنود الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الكبرى مع طهران قبل عامين. وأدانت إيران العقوبات الأميركية الجديدة ضد برنامجها للصواريخ البالستية وأعلنت إجراءات انتقامية، بحسب ما اوردت وكالة ايرنا للأنباء.
وجاء في بيان أوردته الوكالة الحكومية "أن وزارة الخارجية الإيرانية، مع تنديدها بالبادرة التي لا قيمة لها للولايات المتحدة بفرض عقوبات لاشرعية ضد أشخاص جدد (على صلة ببرنامج الصواريخ البالستية الإيراني) سترد بفرض عقوبات على أفراد جدد وكيانات أميركية جديدة عملت ضد الشعب الإيراني وباقي الشعوب المسلمة في المنطقة ".
وأقر مجلس الشورى الإيراني زيادة تمويل برنامج الصواريخ، في خطوة قال رئيسه علي لاريجاني انها ستظهر للاميركيين بأن إيران "ستقاومهم بكل قواها".
وجاء تفاقم التوتر بعد تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أحد وعوده الانتخابية الرئيسية بالانسحاب من اتفاق عام 2015 النووي مع طهران، الذي خفف العقوبات عن إيران مقابل فرض رقابة على برنامجها النووي وتحديد انتاجها من اليورانيوم المخصب وعدم تطويرها لأسلحة نووية.
وصف ترامب الاتفاق بأنه "الاسوأ" متهما إيران بأنها تستمر بدعم الإرهابيين في الشرق الاوسط، لكن البيت الابيض اعترف يوم أمس الاثنين بأن الجمهورية الاسلامية ملتزمة ببنود الاتفاق.
وأشار مع ذلك الى أنه بينما يمكن ان تكون إيران ملتزمة بما هو متوجب عليها على الورق، فإنها "بلا شك تخل بروحية" الاتفاق.
ومع اعلان العقوبات الجديدة ضد 18 شخصا وكيانا في إيران، أفادت وزارة الخارجية أن "الولاياتالمتحدة لا تزال قلقة للغاية بشأن أنشطة إيران الخبيثة في أنحاء الشرق الأوسط التي تقوض الاستقرار الإقليمي والأمن والازدهار" في المنطقة.
وذكرت في هذا السياق الدعم الإيراني لفصائل مسلحة مثل حزب الله وحماس ونظام الرئيس السوري بشار الأسد إضافة إلى المتمردين الحوثيين في اليمن الذين يقاتلون تحالفا عسكريا تقوده السعودية.
وبالاضافة الى تخصيص 260 مليون دولار اضافية لبرنامج الصواريخ البالستية، وافق البرلمان الإيراني الثلاثاء على تخصيص مبلغ مشابه الى فيلق القدس التابع لفرع العمليات الخارجية في الحرس الثوري والذي تتهمه واشنطن بأنه يؤجج الاضطرابات في المنطقة.
وأعلن أحد قادة الحرس الثوري الجنرال أمير علي حجيزاده المكلف البرنامج البالستي للبلاد ان "الأميركيين يريدون إضعاف قدرات وقوة النظام الاسلامي من خلال الضغوط السياسية والثقافية والعقوبات الاقتصادية خصوصا ضد البرنامج البالستي. نقترح اتخاذ خطوات مماثلة سيدفع الأميركيون ثمنها غاليا".
وأعرب البنتاغون ايضا عن قلقه المتواصل من سلسلة من الأحداث المتعلقة بالقوارب الإيرانية العسكرية في الخليج.