هل يفعّل المغرب وعيده بالإنسحاب من كأس أمم إفريقيا للمحلين بالجزائر، في حال لم تتفاعل سلطات الأخيرة بالإيجاب مع شرط الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في تمكين بعثة المنتخب من عبور الأجواء الجزائرية بطائرة خاصة تابعة للخطوط الملكية التي ستقل البعثة للعب البطولة القارية؟، سؤال عريض طافح بجدلية السياسية والرياضة، خاصة وأن البلدين أمام صدام متجدد داخل دواليب الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" بسبب رغبة البلدين في تنظيم كأس أمم إفريقيا سنة 2025. الجامعة الملكية المغربية لوّحت بالإنسحاب وأشهرت ورقته عاليا في وجه الجزائر، إذا ما أصرت على غلق الأجواء أمام طائرة المنتخب المغربي، فالشرط موضوع على طاولة السلطات الجزائرية "إما سفر المنتخب عبر رحلة مباشرة من الرباط إلى قسنطينة أو عدم المشاركة"، ما يضع الجزائر في حرج ليس مع المغرب وإنما مع الكاف والدول الإفريقية التي تراهن عليها الجزائر لدعمها لقلب الطاولة على المغرب في ملف احتضان "كان 2025".
المغرب الذي "خفّض" قرار مشاركة في كأس افريقيا للمحلين إلى اللعب بمنتخب أقل من 23 سنة، قراره بربط المشاركة في الشان إلى فسح المجال لتراجع النظام الجزائري عن الخطأ القاتل بغلق الأجواء، الذي كان يرمي إلى خلق قطيعة بين الشعبين، يلخص حالة المرض السياسي، يبدو أن انعكاساته و تأثير على الروابط الثنائية لم تنج إذ كسر الإنجاز المغربي في كأس العالم قطر القيود والتكتم الإعلامي وأطلق عنان الفرح في كل الأقطار حتى بالجزائر التي علت بها الأصوات والأهازيج المحتفلة بملحمة المنتخب المغربي.
تهديد الجامعة الملكية يهدف إلى رمي الكرة في ملعب الجزائر، فأي قرار سواء بالرفض والقبول، سيكون لصالح المغرب، على اعتبار أن السماح بعبور الطائرة المغربية، هو تكريس لقوة المغرب وشرطه، والرفض يعني فتح صفحة من التوتر بين الجزائر والكاف والدول الإفريقية التي أعلن بعضها عدم مشاركته في الكأس على غرار أوغندا والكاميرون التي باتت قريبة هي الأخرة بسبب مخاوفها الأمنية والتنظيمة مما قد يلحق بعثتها من ضرر بالدولة المستضيفة.
وفي شتنبر 2021، أعلنت الجزائر في قرار أحادي غلق مجالها الجوي على كل الطائرات المدينة والعسكرية المغربية، وكذلك التي تحمل رقم تسجيل مغربي، هذا القرار اعتبرته الرئاسة الجزائرية ردا على "الممارسات العدائية من المغرب"، بينما أعلنت المملكة رفضها القاطع للمبررات "الزائفة والعبثية" التي بنت الجزائر عليها قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب.