أعلن "تحالف فيدرالية اليسار"، الذي يضم "الطليعة الديمقراطي الاشتراكي"، و"المؤتمر الوطني الاتحادي"، و"اليسار الوحدوي"، المنشق عن الحزب الاشتراكي الموحد، بقيادة محمد الساسي، فضلاً عن مجموعة "البديل التقدمي"، وفعاليات يسارية أخرى، رسمياً، الاندماج في حزب واحد تحت اسم "فيدرالية اليسار الديمقراطي". اندماج اعترض عليه بشدة الطليعة الديمقراطي الاشتراكي. وجاء إعلان الحزب الجديد بعد قرار قيادات تلك القوى والأحزاب اندماجها خلال مؤتمر عقد، السبت الماضي، في بوزنيقة، تحت شعار "مسارات تتوحد يسار يتجدد"، بعد تجربة للعمل المشترك دامت زهاء 8 سنوات، إذ اعتبر الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي عبد السلام العزيز، خلال افتتاح المؤتمر الاندماجي ل"فيدرالية اليسار الديمقراطي"، أن البلاد في أمسّ الحاجة إلى الاندماج الجديد، وحزب اشتراكي يعيد تجميع الفعاليات اليسارية التي تتقاسم مشروع الدولة الاجتماعية والإيمان بالحرية الاجتماعية، وبمرجعية تستحضر كل المرجعيات الاشتراكية والنقاش المجتمعي، في سباق إقليمي وتقاطب المصالح. وفي محاولة لتجاوز عثرة الانتخابات الماضية، شرع تحالف الفيدرالية في الإعداد بكثافة لمحطة 2021، بالتوازي مع نقاشات قيادات الأحزاب الثلاثة لمشروع الاندماج بينها في حزب يساري موحد، يخوض غمار انتخابات يراهن عليها بقوة من أجل تحسين تموضعها داخل المشهد السياسي المغربي. وبينما كانت لافتة مراهنة غالبية قيادات فيدرالية اليسار الديمقراطي على عقد مؤتمر اندماجي، قبل حلول موعد الاستحقاقات الانتخابية بسنة، باعتباره خطوة ستمنح التحالف زخماً جديداً، وستجعله "نقطة جذب للمحيط القريب والمتعاطفين"، شكل إعلان الأمينة العامة ل"الاشتراكي الموحد" نبيلة منيب، عدم خوض الانتخابات تحت لافتة تحالف "فيدرالية اليسار الديمقراطي"، المكون من الأحزاب الثلاثة، مؤشراً على انفراط عقد التحالف.
في المقابل، اعترض أعضاء بحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، على خطوة الاندماج في حزب يساري واحد، حيث سجلوا أن "انعقاد المؤتمر الوطني الاستثنائي لم يتم وفق الضوابط التنظيمية المنصوص عليها في النظام الأساسي للحزب، وهو ما سيكون موضوع طعن"، وفق تعبيره. ويتعلق الأمر بأعضاء حزب الطليعة من الكتابة الوطنية واللجنة المركزية، ومؤتمرات ومؤتمرو الأقاليم والفروع الحزبية، الحاضرين في المؤتمر الوطني الاستثنائي للحزب المنعقد ببوزنيقة يوم 16 دجنبر. وأضاف أعضاء الحزب أنه يعترضون على الاندماج من أجل تأسيس حزب "جديد متعدد ومنفتح"، مشيرين إلى أن هذه الخطوة الاندماجية غير مبنية على الأسس والقواعد والأهداف الضرورية سواء على المستوى الايديولوجي، أو السياسي، أو التنظيمي، معلنين تشبثهم ب"أهداف ومبادئ وقيم الحزب التاريخية، والتي ضحى من أجلها شهداؤنا البررة"، مؤكدين "على أهمية وحدة القوى التقدمية والديمقراطية واليسارية الحقيقية، بالنضال المستمر، التحرري التقدمي الاشتراكي".