لم تستطع الصحافة البلجيكية كبح جماح انتقاداتها اللاذعة الموجهة للشياطين الحمر، على الرغم من فوزهم بنتيجة هدف للاشيء، أمس الأربعاء، أمام منتخب كندي تميز بقدر أكبر من الجرأة، وذلك في إطار المجموعة السادسة ضمن منافسات كأس العالم قطر-2022. سطو، معجزة، عار.. لقد كانت كلمات المعلقين الرياضيين في الصحافة البلجيكية قاسية للغاية، على غرار الأداء "المتواضع" للمنتخب الحائز على المركز الثالث في ترتيب نهائيات كأس العالم الأخيرة المنظمة بروسيا، والبلد الثاني حاليا في ترتيب الفيفا. وعنونت يومية "لوسوار" أن الشياطين الحمر "تمكنوا من انتزاع ثلاث نقاط ولا شيء أكثر من ذلك"، مشيرة إلى المنتخب البلجيكي "لم يمر بعيدا عن التأديب بعد فترة أولى كارثية ببساطة، وهي أقل كلمة يمكون قولها بهذا الخصوص". وبحسب اليومية ذائعة الصيت، فبعد "الأداء الضعيف يوم الجمعة في مصر (2-1)، لم يتمكن البلجيكيون من الإقلاع ضد فريق كندي أكثر حزما. لكن الحظ والمهارة مكناهم من ضمان 3 نقاط ليس لهم أن يكونوا فخورين بهما حقا"، مشيرة إلى أن "اللاعب لوكاكو، الذي كان جالسا في المنصة مع بقية الطاقم، كان يستحق كل الخطب في نهاية ربع ساعة أولى من المباراة، كانت بعيدا عن كونها جولة لجس النبض. ولكي نكون صادقين بعد ذلك، فذلك كان تحت سيطرة كامة من الكنديين. لدرجة أنه جاز التساؤل حول ما إذا كان الشياطين الحمر يدركون أن كأس العالم قد بدأ بالفعل". وأضافت اليومية أن التاريخ لن يسجل أول ظهور للشياطين في قطر، وبالتالي لن يكون هناك سوى فجوة من نقطتين تم إحرازها (تقريبا على نحو غير إرادي) بين بلجيكا ومنافسيها الأكثر خطورة، وهما المغرب وكرواتيا الذين انتهى كلاهما إلى نتيجة التعادل. وغير ذلك، ليس هناك شيء يذكر. وبالنسبة لصحيفة "لاليبر بيلجيك"، التي تساءلت منذ متى كان البلجيكيون أكثر سوءا في المنظور العالمي، فإن مباراة الشياطين الحمر "أقل من هولندا- بلجيكا في العام 1998 (0-0) ولكن، في ذلك الوقت، كان هناك منطق معين في الخضوع للنجوم الهولنديين. كنا سعداء بالدفاع على نحو جيد". وكتبت اليومية أنه "ليلة الأربعاء في ملعب أحمد بن علي، لم يدافع رجال روبرتو مارتينيز بشكل جيد. لقد كانوا فقط محظوظين للغاية. (…) لقد كان الشياطين محظوظين لأن ديفيز كان لديه الوقت للتفكير في ثقل التاريخ لثوان لا نهاية لها قبل أن يكون قادرا على تنفيذ ضربة الجزاء". وبحسب يومية "لاديرنيير أور"، وكتجسيد مثالي للسطو البلجيكي الذي جرى في ضواحي الدوحة، استغل دو بروين وألدرويرلد احتفال باتشواي بعد هدفه في نهاية الشوط الأول، للتعبير عن ذواتهم على خط التماس، تحت أعين مارتينيز العاجزة. ولم يفهم أحد لماذا كانت بلجيكا سيئة إلى هذه الدرجة. وبالنسبة ليومية "لافنير"، فإن الميزة الوحيدة التي كان بالإمكان معاينتها في المصنف الثاني عالميا، أمس الأربعاء، هي قدرته على الفوز باللعب (المفرط) على نحو سيء. وكانت بلجيكا التي تعد ثالثة النسخة الأخيرة، قد استهلت مشوارها بفوز بشق النفس على كندا 1-صفر على ملعب أحمد بن علي في الريان، في ختام الجولة الأولى من منافسات المجموعة السادسة في مونديال قطر لكرة القدم. ويدين المنتخب البلجيكي بفوزه إلى مهاجم فنربهتشه التركي ميتشي باتشواي الذي سجل الهدف الوحيد في الدقيقة 44. وتصدرت بلجيكا ترتيب المجموعة بفارق نقطتين أمام كرواتيا الوصيفة والمغرب اللذين تعادلا سلبا في الخور.