تساؤلات كثيرة تطال الأسباب الحقيقية التي تقف وراء اعتذار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عدم حضوره القمة العربية بالجزائر،"امتثالا لنصائح وتوصيات الأطباء بتجنب السفر"، فيما رجحت مصادر متطابقة، أن يكون رفض الجزائر لوساطة المملكة السعودية لحل الأزمة الدبلوماسية مع المغرب، قبل موعد القمة، هي سبب غياب ولي العهد السعودي. ونقلت تقارير إعلامية، في وقت سابق، أنه مع اقتراب موعد القمة العربية بالجزائر، جددت المملكة العربية السعودية مساعيها لإقناع الجزائر العاصمة، بضرورة المصالحة مع المغرب ووضع حد لهذا العداء الدائم تجاه جارتها الغربية، حيث كانت قد اقترحت الرياض الوساطة ببدأ جولات من المفاوضات بين المغرب والجزائر، لبدء عملية حقيقية ل "العودة إلى الوضع الطبيعي" بعد قطع العلاقات بينهما منذ نهاية غشت 2021.
وأضافت المصادر ذاتها، أن ربما رفض الجزائر لأي وساطة عربية لحل الأزمة مع المغرب، وراء قرار ولي العهد السعودي، خصوصا أن الجزائر العاصمة ترفض كليا حل الأزمة الدبلوماسية مع الرباط، حيث سبق لوزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، أن قال في تصريح صحفي، "أن فكرة الوساطة غير واردة بالنسبة للجزائر، قائلاً: "لا وجود لأي وساطة بين الجزائر والمغرب، لا أمس ولا اليوم ولا غداً".
وجاء في بلاغ لرئاسة الجمهورية الجزائرية أمس السبت "تلقى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مساء اليوم، مكالمة هاتفية من أخيه سمو الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية الشقيقة، رئيس مجلس الوزراء، أعرب له فيها عن تأسفه لعدم حضوره اجتماع القمة العربية التي ستنعقد في الفاتح نوفمبر بالجزائر، امتثالا لنصائح وتوصيات الأطباء بتجنب السفر".
وتابع البلاغ "من جهته أبدى الرئيس تفهمه لهذه الوضعية وتأسفه لتعذر حضور ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان ، متمنيًا له موفور الصحة والعافية، معبرا له أن المملكة العربية السعودية الشقيقة ستظل حاضرة معنا في كل الظروف".
وسبق أن أدت المملكة السعودية دوراً بارزاً في عودة العلاقات بين البلدين، حيث نجح الملك الراحل فهد بن عبد العزيز، عام 1988، في إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين؛ من خلال وساطته الشخصية.
ونجح الراحل فهد بن عبد العزيز، في وضع أولى لبنات المصالحة التاريخية بين الجزائر والمغرب خلال تنظيم مؤتمر القمة الإسلامية الثالث المنعقد عام 1987 بمكة المكرمة، حيث شهد مصافحة زعيمي البلدين الراحل الحسن الثاني، والرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد، أمام باب الكعبة المشرفة.
وكانت الجزائر قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع المغرب في غشت 2021، على خلفية اتهام الجزائر للرباط بالقيام ب "أعمال عدائية".
كما منعت الجزائر الطائرات العسكرية والمدنية المغربية من استخدام مجالها الجوي.
جدير بالذكر أن (15) قائداً عربياً أكدوا حضورهم القمة العربية بالجزائر رسميا، فيما ستشهد أيضا غياب ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، الذي سيمثله في القمة نائب رئيس مجلس الوزراء، محمد بن مبارك آل خليفة، وسلطان عمان هيثم بن طارق، الذي قرر إيفاد نائب رئيس الوزراء الممثل الخاص للسلطان، أسعد بن طارق آل سعيد، إضافة إلى الرئيس اللبناني ميشال عون، الذي سيغيب بسبب انقضاء عهدته الرئاسية في 31 أكتوبر، حيث يتوقع أن يمثل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لبنان في القمة.