مباشرة بعدما أعاد رئيس البيرو، بيدرو كاستيلو، العلاقات مع جبهة البوليساريو، قام المغرب شحنة من الأسمدة تقدر ب50 ألف طن من "اليوريا"، كانت متوجهة، وفقا لما ذكره خوسيه كويتو، العضو في البرلمان البيروفي عن الحزب الشعبي المتجدد. وكشف كويتو في مقابلة مع موقع "Successful"، إن المغرب والبيرو وقعا على عقد لتمكين ليما من الأسمدة، بعد فشل الحكومة في عمليات شراء سابقة، مضيفا أن المغرب الذي يعتبر أحد أهم المنتجين الرئيسيين للأسمدة، نفذ الاتفاق على الفور، وأرسل شحنة أولية تبلغ 150 ألف طن من أسمدة "اليوريا" إلى البيرو، مضيفا أن المغرب أرسل بحسن نية سفينة أخرى بحوالي 50 ألف طن، كان مقررا أن تصل إلى كالاو نهاية شتنبر الماضي. غير أن الأمور لم تسري كما هو مخطط لها، بعدما أعادت الحكومة الاعتراف بجبهة البوليساريو، ما تسبب إلغاء هذه الشحنة.
واعتبر المسؤول البيروفي أن أكثر ما يقلقه شخصيا في السياسة الخارجية للبلاد، هو قضية ما يسمى ب"الجمهورية الصحراوية"، التي "لا تؤيدها لا الأممالمتحدة، ولا نحن. وللأسف، دبلوماسية البلاد تعترف بهذه الجمهورية الوهمية"، وفق تعبيره.
وأكد كويتو، أن الأخيرة لا تعود بأي نفع على البيرو على الإطلاق، مشيرا إلى أنها خلقت لبلاده صراعا خطيرا مع دولة صديقة في العالم العربي وهي المغرب، على حد قوله.
ويأتي هذا الجدل السياسي الجديد، بعد شهر من تقديم وزير الخارجية البيروفي السابق، ميغيل أنخيل رودريغيز ماكاين، استقالته من منصبه، وذلك بسبب انقلاب رئيس البلاد، بيدرو كاستيو، على الموقف الذي اتخذته البيرو بدعم مغربية الصحراء وسحب اعترافها بالكيان الوهمي.
وجاءت استقالة وزير الخارجية البيروفي المؤيد لسيادة المغرب على صحرائه، بعد خمسة أسابيع فقط على تعيينه من طرف رئيس البلاد، بيدرو كاستيو، ليكون بذلك رابع وزير خارجية يقدم استقاله خلال 14 شهرا في البيرو، ما يهدد بخلق أزمة سياسية في البلاد.
استقالة وزير الخارجية البيروفي جاءت بعدما أعلن رئيس البلاد، في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، عن تشبته بدعم انفصاليي البوليساريو، وعزم بلاده استئناف العلاقات الديبلوماسية مع ما يُسمى ب"الجمهورية الصحراوية" الوهمية.
وكانت البيرو قد قررت، منتصف شهر غشت الماضي، سحب الاعتراف بجبهة "البوليساريو" وقطع جميع العلاقات مع هذا الكيان.