أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) نجاح محاولة قامت بها مؤخرا لتغيير مسار أحد الكويكبات. وأكد علماء أن مسار جُرم فضائي يبلغ طول قطره 160مترا ويُعرف باسم ديمورفوس تم تغييره بعد أن اصطدم به الشهر الماضي مسبار اختبار فضائي صمّمته ناسا وأطلقت عليه اسم "دارْت". وخلص الباحثون إلى هذا الاستنتاج بعد اتخاذ مقاييس، مستعينين بعدد من التلسكوبات الفضائية والأرضية. واستهدفت المهمة اختبار استراتيجية إمكانية الدفاع عن الأرض ضد الأجرام الفضائية التي يمكن أن تهدّدها. وأثبت نجاح مهمة المسبار "دارْت" جدوى تلك الاستراتيجية، شريطة تدشينها في وقت مبكر بما يكفي، وألا يكون الجُرم المستهدف بالغ الضخامة. BBC وقال مدير وكالة الفضاء الأمريكية بيل نلسون للصحفيين إن هذه المهمة "تُظهر أن ناسا تحاول أن تكون مستعدة لأي شيء قد يرمينا به الكون. وأعتقد أن ناسا تثبت أننا جادون في الدفاع عن الكوكب". وفي يوم الثلاثاء، أصدرت وكالة الفضاء سيلًا من البيانات الداعمة لاستنتاجها، متضمنة صورا جديدة التقطها تلسكوب هابل الفضائي وأيضا قمر اصطناعي إيطالي صغير، من على مسافة تبعد حوالي 50 كم من موقع اصطدام المسبار دارْت بالكويكب ديمورفوس. * جيمس ويب: تلسكوب ناسا الجديد يلتقط صورا مدهشة من الفضاء الكوني * ناسا تبشر العالم بأن الأرض في أمان بعيدا عن خطر الكويكب أبوفيس ووقعت مهمة اختبار إمكانية تغيير مسار الكويكب على مسافة 11 مليون كيلومتر من الأرض. وشهدت المهمة تقدّم المسبار دارْت الذي صمّمته ناسا بحجم المبرّد في اتجاه ديمورفوس بسرعة 22 ألف كيلومتر في الساعة، ليتحطم المسبار في أثناء المهمة. ويدور الكويكب ديمورفوس في مدار كويكب أكبر حجما (يبلغ طول قطره 780 مترا) يُدعى ديديموس. وقبل المهمة، كان الوقت الذي يستغرقه ديمورفوس لقطع دورة واحدة حول ديديموس يساوي 11 ساعة و55 دقيقة. والآن، بعد المهمة، تشير التلسكوبات إلى أن هذا الوقت المستغرق قد أصبح 11 ساعة و23 دقيقة - بناقص 32 دقيقة. وهذا يعني اقتراب كويكب ديمورفوس من نظيره الأكبر حجما ديديموس - في عملية تضييق للمسار المداري بنحو عشرات الأمتار. وكانت وكالة ناسا قد حددت حدًا أدنى للوقت المستهدف تقليصه عند 73 ثانية أو أكثر قليلا. وجاءت نتيجة المهمة متجاوزة ذلك الحد المستهدف ب 25 ضعفا. وفي ذلك تقول نانسي تشابوت، من مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز: "نحن إزاء تغيير بلغت نسبته أربعة في المئة في الفترة المدارية التي يقطعها ديمورفوس حول ديديموس. لقد سدّد المسبار دارْت لكمة صغيرة لكويكب ديمورفوس". وتضيف تشابوت: "لكن إذا أردنا تكرار ذلك في المستقبل، فينبغي أن تتم مهمة الاصصدام قبل سنوات، مقارنة بهذه المهمة .. التبكير جزء أساسي في نجاح هذا النوع من المهام الخاصة بتغيير مسار الأجرام السماوية المهددة للأرض". وكان للدكتور توم ستاتلر، عالم برنامج دارْت في وكالة ناسا، كلمة تحذيرية بخصوص استنتاج أكثر مما يلزم من هذه التجربة الناجحة. يقول ستاتلر إن الأجرام السماوية تتخذ مظاهر عديدة متغايرة. وإن لهذه الأجرام تركيبات ومكونات متنوعة - وهو ما تؤكده كل مهمة جديدة في هذا المضمار. ويشدد ستاتلر بالقول: "لا ينبغي أن تأخذنا الحماسة للقول إن مهمة واحدة إزاء كويكب كفيلة بأن تخبرنا بكل شيء عن الكويكبات والأجرام السماوية الأخرى وعن الطرق التي قد تسلكها تلك الأجرام في مواقف شبيهة". لكن ستاتلر يستدرك قائلا: "على أنه يمكننا الاسترشاد بتلك التجربة في كيفية التعاطي مع مهام أخرى في ظروف مشابهة". وبعد أربع سنوات من الآن، ستطلق وكالة الفضاء الأوروبية مركبة فضائية في مهمة أخذت اسم "هيرا" - في اتجاه ديديموس وديمورفوس لمتابعة أخبارهما.