من أجل تسريع وتيرة التنمية، وربط الشمال بالجنوب، تُراهن المملكة المغربية، على الطريق السريع تزنيتالداخلة، الذي وصلت نسبة تقدم أشغاله إلى نسبة 78 في المائة، وذلك بحسب ما أكده مبارك فنشا، مدير المديرية المؤقتة المكلفة بإنجاز الطريق السريع، الذي يُعتبر كذلك أداة إستراتيجية لسياسة الرباط والعمق الإفريقي للمملكة. وفي هذا السياق، أكّد فنشا، أن أشغال مشروع الطريق السريع الرابط بين تزنيتوالداخلة مستمرة، وأن الأشغال الخاصة بالمحور الطرقي طانطان والوطية وصلت إلى مرحلتها الأخيرة؛ مذكرا أن مشروع الطريق يمتد لأزيد من 1055 كلم، ممّا سيُساهم في التقليص من مدة السفر وتسهيل نقل البضائع من وإلى المدن في الجنوب من خلال تحسين ارتباطها بمراكز الإنتاج والتوزيع الوطنية الرئيسية. وتجدر الإشارة، أن التكلفة الإجمالية لمشروع الطريق السريع تزنيتالداخلة تبلغ حوالي 10 مليارات درهم، وهو يندرج في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، بحيث يروم إلى تزويدها بمحور طرقي يتصف بأعلى المعايير الدولية ودرجة عالية من السلامة.
إلى ذلك، إن هذه الطريق السريعة التي تندرج في إطار اتفاقية شراكة بين وزارة التجهيز والماء ووزارة الداخلية ووزارة الاقتصاد والمالية وجهة العيون- الساقية الحمراء وجهة كلميم- واد نون وجهة الداخلة- وادي الذهب وجهة سوس- ماسة؛ ستعمل بدرجة أساسية على تجنب الانقطاعات على مستوى الطرق بسبب الفيضانات وزحف الرمال وتسهيل نقل البضائع من وإلى مدن الجنوب مع تحسين الربط مع أهم المراكز الوطنية للإنتاج والتوزيع فضلا عن خلق باحات استراحة ومواقف للشاحنات.
كذلك، سيكون لهذا المشروع الذي يوُصف ب"الضخم" تأثير اقتصادي واجتماعي إيجابي على ساكنة الجهات الجنوبية، وخاصة من خلال تشجيع الاستثمار العام والخاص، وخفض تكاليف استعمال السيارات، والمساهمة في تطوير المقاولة الوطنية، وإنعاش الشغل وخلق مناصب للشغل مؤقتة ودائمة.