نظمت فعاليات حقوقية ونشطاء يساريون، وقفة احتجاجية مساء الثلاثاء، أمام قبة البرلمان بالرباط، للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية الأحداث التي شهدتها الحسيمة والتي تم خلالها اعتقال العشرات منهم وتقديمهم للمحاكمة. وشارك في الوقفة الاحتجاجية، إلى جانب النشطاء اليساريين، قيادات من حزب "العدالة والتنمية"، على رأسهم عبد العالي حامي الدين عضو الأمانة العامة لحزب "المصباح"، حيث نددوا ب "المقاربة الأمنية التي تنهجها الدولة ضد الاحتجاجات السلمية في الحسيمة ومدن أخرى". وطالب المشاركون في الوقفة، السلطات بإطلاق سراح المعتقلين في أحداث الحسيمة، بالإضافة إلى إطلاق سراح معتلقي "البيجيدي" المتابعين على خلفية الإشادة بمقتل السفير الروسي في تركيا على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال عبد العالي حامي الدين رئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، في تصريح ل "الأيام 24"، أن المغرب يعيش تراجعات في المجال الحقوقي من خلال المس بحرية التعبير ، مبرزا أن هذا "يراد به للذين يمارسون هذه الحرية أن يتراجعوا عن التعبير بحرية وجرأة بعيدا في نطاق احترام القوانين الجاري بها العمل ودستور 2011 ".
وأضاف حامي الدين، أن الاعتقالات المستمرة في الحسيمة هي رسالة سلبية للاحتجاجات السلمية التي استمرت سبعة أشهر،و يراد لها أن تتحول بصفة قسرية إلى احتجاجات عنيفة، مؤكدا أنه "سيقف ضد هذه المؤامرات التي تستهدف شباب الحسيمة وشباب الفيسبوك". في ذات السياق، انتقد حامي الدين، قناة "الأولى" و "ميدي1 تيفي"، بسبب تمريرها لصور مفبركة لأحداث عنف أثناء مباراة، في "حراك الريف" معتبرا ذلك " تغليطا وتضليلا للرأي العام ومحاولة إلصاق تهمة العنف للحراك السلمي"، داعيا في نفس الوقت، إلى "تحريك مسطرة المسائلة ضد كل من سمح بمثل هذه الجرائم ضد هؤلاء الشباب". من جهتها طالبت لطيفة البوحسيني الناشطة الحقوقية اليسارية، بإطلاق سراح الشباب المعتقلين في ملف "مقتل السفير الروسي"، وفي ملف "حراك الحسيمة"،" بدل التصدي لرموز الحراك الذين لديهم مطالب اجتماعية بطريقة فجة". وأكدت البوحسيني في تصريح ل "الأيام 24"، أن ما يقع في الحسيمة، "يذكرنا بسنوات الرصاص"، معتبرة أنها كانت تعتبر أن "المغرب طوى صفحة سنوات الرصاص والانتهاكات من خلال هيئة الإنصاف والمناصفة، وبدأ صفحة جديدة من أجل بناء دولة الحق والقانون واحترام حقوق الإنسان وحرية التعبير والتجهمر والتظاهر، فإذا بنا نشهد بأن هناك تردي حقوقي كبير خصوصا خلال اليومين الماضيين على إثر الحراك السلمي والهادئ للمواطنين في الحسيمة الذين أبانوا عن روح من المسؤولية وحس حضاري كبير لم تسجل خلاله أي انزلاق طيلة سبعة أشهر الماضية .
وأكدت الناشطة الحقوقية، بأنها تعيش على وقع الصدمة مما حدث، وهي تأمل من السلطات المغربية، أن يتم إطلاق سراح الشباب في الحسيمة وشباب البيجيدي المتابعين على خلفية مقتل السفير الروسي، وذلك في أسرع وقت تفاديا لتطور الاحتجاجات بالمنطقة .