رافقت جولة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى وهران، بعض الهتافات المناوئة من قبل مواطنين تجمعوا على الطريق الذي مر به. ولم يمنع ذلك ماكرون من التوجه للجموع وتحيتهم، قبل أن يتدخل الأمن لضبط الأمور. وبعد زيارته لمتجر ديسكو مغرب العتيق الذي كان سببا في شهرة نجوم أغاني الراي خلال الثمانينيات، أراد الرئيس الفرنسي أن يسير بعض الأمتار في شوارع وهران، بشكل بدا مرتجلا. وأثناء تحيته الجموع الحاضرة، سُمعت هتافات مناوئة لماكرون باللغة الفرنسية منها "اذهب إلى الجحيم"، وردد آخرون الشعار الوطني الشعبي "وان تو ثري فيفا لالجيري"، فيما راح البعض يطلق صيحات "الله يرحم الشهداء". ووجد ماكرون لدى البعض الآخر ترحابا وأراد مواطنون التقاط صور معه. واضطر المحيطون بماكرون إلى إعلامه بضرورة المغادرة وحالوا بينه وبين المواطنين، لكن الرئيس الفرنسي أصر على إمضاء بعض الدقائق الإضافية قبل أن يركب سيارته ويشكر الحاضرين على استقباله.
وأثارت هذه الهتافات المناوئة، غضب معلقين فرنسيين اعتبروا أن ماكرون يستمر في الاستسلام للجزائريين رغم أنهم يظهرون عداوة اتجاه فرنسا، على حد وصفهم.
ونقلت وسائل إعلام فرنسية عن مصادر في الإيليزيه، تعليقا على هذه الحادثة، أن الرئيس لديه دائما الرغبة في التواصل خلال خرجاته في فرنسا أو الخارج. وأوضحت المصادر أن هذه هي طريقته في التعامل مع الآخرين وأنه بحاجة لاستشعار الأشياء. وأضافت: لم يكن ذلك ممكنا في الجزائر العاصمة، وكنا نعلم أن وهران كانت موعدا يمكن فيه ذلك".
وقلل محيط الرئيس في الإيليزيه من تأثير الهتافات التي أصدرتها مجموعة مناوئة، بينما كان هناك في الشارع أشخاص يرحبون بالرئيس.
وبحسب نفس المصادر، فإن الرئيس ماكرون عرف سريعا كيف يوقف تدافع الجموع حتى لا يصاب الناس بالأذى أو يتسبب بأذى في شوارع وهران.
وكان ماكرون قد بدأ، مساء أمس، زيارته لوهران وهي ثاني أكبر مدن البلاد. وكان في استقباله الكاتب كمال داود الذي تناول معه العشاء مثلما كان مرتبا له من قبل. ويحظى داود المثير للجدل بكتاباته وآرائه في الجزائر، بتقدير خاص في الأوساط الفرنسية. واشتهر هذا الكاتب الفرنكوفوني، بروايته الذي "ميرسو: تحقيق مضاد" التي وصل بها لنهائيات مسابقة الغونكور الأدبية الشهيرة بفرنسا. كما زار ماكرون كنيسة سانتا كروز بأعالي وهران، والتي تطل على كامل خليج المدينة.