يقال إن "السياسة تُفسد، والرياضة تصلح ما تفسده السياسة"..هو مثال يُقاس على ما يجري حاليا من إقبال معتبر للاعبين الجزائريين والتونسيين على الدوري المغربي. ما بين المغرب والجزائر وتونس تجري مياه السياسة تحت جسر العلاقات التاريخية بينهم، تجرف معها أوراق الود وحسن الجوار إذ تتسع هوة الخلاف والاختلاف، لكن مراقبين يرون إنه بالإمكان لملمة العلاقات عبر ملاعب الرياضة التي تتحرر من خلالها الجماهير من أغلال التوتر والبروبغاندا التي تصور البلدان وكأنهم على صفيح ساخن أقرب إلى التطاحن منه إلى المساكنة ونسج علاقات تحفظ ديمومة البلدان الثلاثة.
مناسبة القول، هو الهجرة الجماعية وغير المسبوقة للاعبيين من الجزائر وتونس إلى المغرب لحمل ألوان الفرق المحلية، التي خاطبت ودهم واستقطبت أعدادا مهمة منهم، نظرا إلى أن الأمر لا يكلف كثيراً من الأموال بحكم ارتفاع العملة المغربية مقارنة بنظيرتها الجزائرية،إلى جانب الانفتاح على المنتوج التونسي لاسيما على مستوى المدربين، فهذا الموسم مثلا، يشرف التونسي فوزي البنزرتي على الرجاء الرياضي ولسعد الشابي على الدفاع الحسني الجديدي، وبن سلطان على فريق المغرب الفاسي.
فريق الرجاء الرياضي دشن حملة التوقيع على ثلاث صفقات لاعبين جزائريين، ويتعلق الأمر بكل من المهدي بوكاسي القادم من نادي القوة الجوية العراقي، ويسري بوزوق لاعب نادي بارادو، وعبد الرؤوف غيث الذي غادر الترجي التونسي، لينضموا إلى مواطنهم حارس المرمى غايا مرباح الذي انتقل إلى الرجاء بداية الموسم الرياضي الماضي.
الإقبال الكبير للرجاء الرياضي على اللاعبين الجزائريين، أثار كثيراً من ردود الفعل، سواء بين الجماهير والمتتبعين والإعلام في المغرب أو الجزائر، بين من يرى الأمر مغامرة من قبل النادي، ومن يراه غير ذلك.
جريدة "الشروق" الجزائرية علقت على الموضوع بمقال تحت عنوان "الرجاء البيضاوي الجزائري"، اعتبرت خلاله أن الفريق المغربي تحول إلى نادٍ جزائري بعد ضمه أربعة لاعبيه من الجارة الشرقية، في سابقة لم يشهدها الدوري المغربي من قبل.
وكان الرجاء المغربي منفتحاً على لاعبين من الجزائر منذ الثمانينيات، أشهرهم على الإطلاق صانع ألعاب المنتخب الوطني سابقاً الشريف الوزاني، والحارس دريد، إضافة إلى المدربين مزيان إيغيل ورابح سعدان الذي كان أول من قاده إلى التتويج بلقب رابطة أبطال إفريقيا 1989.
الوداد الرياضي بطل الدوري المغربي وحامل لقب دوري أبطال إفريقيا، لم يختلف كثيراً عن غريمه التقليدي الرجاء، ويتجه بدوره إلى الاستفادة من خدمات لاعب جزائري، حط الرحال، الأربعاء الماضي، بمطار محمد الخامس الدولي في الدارالبيضاء، لإتمام المفاوضات مع الفريق الأحمر.
ويتعلق الأمر بالمدافع عماد الدين بوبكر لاعب نادي شبيبة الساورة لكرة القدم، وبات قريباً من التوقيع في كشوفات الفريق خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية.
وبجانب الوداد والرجاء تعرف صفوف الأندية في الدوري المغربي وجود العديد من اللاعبين الجزائريين، كعزيز عابدي لاعب حسنية أكادير، وعبد الله المودن لاعب اتحاد طنجة، وعلي هارون لاعب المولودية الوجدية، ومحمد وليد بنشريفة لاعب أولمبيك خريبكة، فضلاً عن اللاعب الليبي أسامة البدوي في فريق أولمبيك آسفي، والموريتاني أداب مبا في نهضة بركان، في انتظار إسدال الستار على فترة "الميركاتو" الصيفية الحالية، التي قد تشهد توافد لاعبين مغاربيين آخرين على الأندية المغربية.