بعد الأزمة الصحية العالمية بسبب جائحة كورونا، باتت المملكة المغربية تتجه أكثر نحو تعزيز مكانتها على الصعيد الدولي من خلال مسارها السياحي، الذي يستهوي الزوار، وذلك بالرغم من كافة الصعوبات التي لحقت بالقطاع، إثر فترات الإغلاق جراء تفشي الجائحة. وحقق المغرب "الانتعاش" في القطاع السياحي منذ فتح حركة النقل الجوي في فبراير الماضي، بدخول 2.2 مليون مسافر، وهو رقم يعتبره المُتابعون قابلا للارتفاع شريطة تسهيل الإجراءات، إلا أن الفاعلين في القطاع السياحي يطمحون إلى عودة الأرقام إلى ما قبل فترة الجائحة، باحثين عن الانتعاش السياحي بمعناه الفِعلي، فهل يمكن للحياة أن تعود لكامل طبيعتها ويتحقق الإنتعاش؟ العالم في المغرب قال مانويل باتلر، وزير السياحة البريطانية، في حديث لصحيفة "hosteltur المتخصصة في الشأن السياحي العالمي، إن "المغرب يتطور ويتقدم بسرعة كبيرة كوجهة سياحية، وإنها وجهة تنافسية للغاية"، مشيرا إلى أن الجمع العام لجمعية منظمي الرحلات السياحية والوكالات البريطانية، خلال السنة الجارية، سيُعقد في مدينة مراكش، في الفترة من 10 إلى 12 أكتوبر القادم. كذلك، يستعد اتحاد وكالات ألمانيا للسياحة، تنظيم اجتماعه السنوي بمدينة أكادير، وبالضبط بمنطقة تغازوت الساحلية على بعد حوالي 20 كيلومترا شمال المدينة، وذلك في شهر دجنبر المقبل. "المغرب: أرض الأنوار" وتُطالب فعاليات سياحية عديدة، في نقاشات حكومية وبرلمانية، بضرورة الاكتفاء بجواز التلقيح في مختلف المعابر إلى البلاد، وحذف اختبار الكشف عن كورونا (PCR) من أجل دخول التراب الوطني المغربي، معتبرة أن الأمر مكلفا ماديا ومحبطا نفسيا لكل من السياح والجالية. من جهتها، استفسرت حنان أتركين، عضو الفريق النيابي للأصالة والمعاصرة، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، عن التدابير المتخذة من أجل إعادة النظر في مضمون الوصلة الإشهارية "المغرب أرض الأنوار" بالتركيز على البعدين الثقافي والحضاري؟. وأوضحت أتركين خلال سؤال شفوي، أن المكتب المغربي للسياحة أنجز وصلة إشهارية بعنوان "المغرب: أرض الأنوار"، في إطار حملة تواصلية غايتها، حسب القائمين عليها "الارتقاء بالمغرب ضمن مصاف الوجهات السياحية العالمية الأكثر جاذبية والوصول إلى تعزيز صورته، خاصة لدى الأجيال الجديدة من المسافرين". وتضيف أتركين، أن هذه الوصلة الإشهارية التي جرى الحديث على أن شركة أجنبية هي التي أعدتها، قد ابتعدت كثيرا عن المقومات الثقافية والهوياتية والتراثية المغربية، واقتصرت على تقديم صور برقص وغناء بعيدين عن الوجهة التي يرمي الإشهار إلى التعريف بها. "كما أن التعاطي "الفلكلوري" كان طاغيا في إعداد هذه الوصلة، التي أعدت دون مجهود إبداعي كبير، كل هذا في وقت تعمل فيه بلادنا على تحصين مقومات حضارتها، ورموزها الثقافية، وموروثها الهوياتي، بتعبيراته وتجسيداته العديدة والمتنوعة" تؤكد أتركين.