تستمر التساؤلات حول ماهية الدور الذي ستلعبه الجزائر في حلحلة أزمة الطاقة العالمية التي تتبلور يوما بعد آخر، إثر فرض الغرب عقوبات غير مسبوقة على موسكو عقابا لها على الهجوم الذي تشنه على أوكرانيا منذ 24 فبراير الماضي، ولا سيما بعد أن أدرج الاتحاد الأوروبي الجزائر ضمن خططه البديلة والعاجلة لتعويض الغاز الروسي، إلى جانب دول منتجة أخرى مثل قطر ومصر وأذربيجان، حسبما أفادت صحيفة "الموندو" الإسبانية. ويرى متتبعون، أن أمريكا والاتحاد الأوروبي، يمارسان ضغوطات على النظام الجزائري، لإعادة تشغيل خط أنابيب المار من المغرب إلى إسبانيا، والذي أوقفت تشغيله في 31 أكتوبر 2021، لكنه من المستبعد أن يتم ذلك في ضوء اتجاه الرباط إلى استغلال الأنبوب لتزويد حاجياته من الطاقة من حقل تندرارة.
ووقع المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن اتفاقا مع شركة "ساوند إنرجي" لربط خط أنبوب الغاز المستقبلي الذي يربط تندرارة بخط أنبوب الغاز المغاربي-الأوربي.
وقال المكتب في بلاغ سابق لهن إنه بموجب هذا الاتفاق، الذي يندرج في إطار تطوير حقل تندرارة، سيمنح للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، المالك والمستغل لخط أنبوب الغاز المغاربي – الأوروبي، امتياز استغلال حقل تندرارة لشركة "ساوند انرجي" عبر خط أنبوب غاز جديد سيتم انشاؤه على 120 كيلومتر.
وعلاقة بهذه التطورات، تدفع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي نحو تعزيز إمدادات الغاز الطبيعي المسال للدول الأوروبية بنهاية 2022، في محاولة لاستبدال الغاز الروسي.
وذكرت وكالة بلومبرغ اليوم الجمعة أنه بموجب الاتفاق، ستحصل أوروبا على ما لا يقل عن 15 مليار متراً مكعباً من الغاز الطبيعي المسال الإضافية بنهاية العام، رغم أنه لم تتضح الجهة التي ستأتي منها تلك الإمدادات.
كما ستعمل الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي على ضمان طلب 50 مليار متراً مكعباً من الوقود الأمريكي حتى 2030 على الأقل.
ويهدف العمل مع شركاء دوليين لمساعدة القارة على خفض اعتمادها على الغاز الروسي، الذي يشكل نحو 40% من احتياجات أوروبا.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في مؤتمر صحافي مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: "نعمل معا لخفض اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية".
وأضافت فون دير لاين أن 15 مليار متراً مكعاًب هذا العام "خطوة كبرى في هذا الاتجاه".
وقال جوناثان ستيرن، الباحث الزميل بمعهد أوكسفورد لدراسات الطاقة إنها "بداية، لكنها صغيرة نسبياً، مقارنة مع الإمدادات الكلية القادمة من روسيا".