حكيم زياش، الإسم الذي بات على أطراف الألسن والشركة العالقة في حلق تدبير ملف المنتخب المغربي لكرة القدم خلال الأشهر الماضية، بعدما اتسعت هوة الخلاف والقطيعة بين اللاعب والمدرب من جهة ومسؤولي الجامعة الملكية المغربية من جهة ثانية إلى نقطة يصعب معها "العودة" دونما جلسة ممكاشفة ولملمة الجراح وندوب الماضي الذي أثر في استبعاد زياش عن كأس أمم إفريقيا بالكاميرون ولا حتى تصريحات وحيد خاليلوزيتش عن نجم تشلسي الإنجليزي. في غضون ذلك، تفاجئ الرأي العام الرياضي، أمس بإطلالة رئيس الجامعة فوزي لقجع وكشفه عن توجيه دعوة أولية لزياش، برغم إعلان لاعب تشلسي عدم عودته إلى المنتخب لخلافات مع المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش. كما أعلن عن دعوة أولية في اللائحة الموسعة، قبل الإعلان عن اللائحة الرسمية الخميس المقبل، لنصير مزراوي ظهير أيمن أياكس أمستردام الهولندي واليافع عبد الصمد الزلزولي مهاجم برشلونة الإسباني الذي رفض استدعاء سابق إلى تشكيلة أسود الأطلس.
باب المنتخب المغربي مفتوح أمام جميع اللاعبين "الدعوة الأولية لزياش ومزراوي والزلزولي قد وجّهت… دار حديث مطوّل بين خليلودجيتش ومزراوي، يقول فوزي لقجع وتم حلّ كل خلاف بينهما. "نسير الآن في نفس الطريق مع حكيم زياش، لطي كل صفحات الخلاف".
زياش..ملف بحلقة مفقودة
وبالرغم من تصريحات المسؤول الأول داخل الجهاز الكروي المغربي، إلا أن زياش جدد رفضه حمل القميص الوطني، قائلا أنه علم بخبر استدعائه إلى المنتخب مثل أي شخص أي عبر وسائل الإعلام، ولذلك "أُعلن أنني لن أعود إلى المنتخب الوطني المغربي، أحب بلدي واللعب لمنتخبه، وكان المنتخب شرف لي على مدى الحياة، ولذلك فإنه ينتابني الحزن الشديد وأنا أعلن أنني لن أعود للمنتخب المغربي، على الرغم من إعلان رئيس الاتحاد في حديثه اليوم برغبته في عودتي من جديد"، مضيفا على صفحته الرسمية في "انستغرام" "أشعر بالأسف وأنا أتخذ هذا القرار بسبب إحباط الجماهير، ولكن لم يكن هذا القرار سهلا، لكن للأسف لم أجد أي خيار آخر".
وليست المرة الاولى يعاني فيها زياش من خلاف مع مدرب للمنتخب المغربي، فقد عاش الامر ذاته مع سلف المدرب الحالي الفرنسي هيرفي رينار عام 2016 بسبب غضب نجم أياكس أمستردام وقتها من استبعاده عن تشكيلة 18 لاعبا وجلوسه في المدرجات خلال مواجهة الرأس الأخضر في ذهاب التصفيات المؤهلة لأمم إفريقيا، واقتصار مشاركته على دقائق غير كافية إيابا في المغرب، كانت النتيجة استبعاد زياش من خوض النهائيات القارية مطلع 2017 في الغابون، بعدها رفض اللاعب الالتحاق بالمنتخب منتصف العام ذاته، لكنه عاد في أواخره بعد جلسة صلح بتدخل من رئيس الجامعة.
وخاض زياش 40 مباراة بقميص المنتخب المغربي منذ انضمامه اليه للمرة الأولى في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر 2015 ضد ساحل العاج (صفر-1 ودياً)، مسجلاً 17 هدفاً.
هل كذب زياش؟
فور إعلان زياش عدم عودته إلى المنتخب بعد تصريح رئيس الجامعة اتخذت العلاقة بين الطرفين منحى اخر يحمل في طياته اتهامات مباشرة "بالكذب" سواء من هذا الطرف أو ذاك، إذ كشفت الجامعة مباشرة بعد قول لاب تشلسي، عن وثيقة رسمية تفيد بتوصل اللاعب وناديه باستدعاء لحضور مباراة المنتخب المقبلة أم المنتخب الكونغولي برسم الدور الفاصل المؤهل إلى كأس العالم قطر 2022.
وتم إرسال الدعوة لنادي تشلسي الانجليزي بتاريخ 03/03/2022، مايعني وفق الوثيقة أن زياش مايزال متشبت بعدم اللعب للمنتخب المغربي مادام هناك مشاكل مع الطاقم التقني للمنتخب وحتى تدبير ملف المنتخب، إذ قال اللاعب في وقت سابق "إنني أعلم كيف تدار الأمور داخل المنتخب".
مزراوي..خلاف مستمر
نصير مزراوي، الظهير الأيمن لنادي أجاكس أمستردام الهولندي، هو الاخر سار على ذات النهج باختلاف حجم هوة الخلاف عكس زياش، بيد أنه لم ينتظر كثيرا بعد تصريح فوزي لقجع، للرد على هذا الأخير، بخصوص أنه تم طي صفحة الخلاف بين وحيد خليلوزديتش، وصاحب24 سنة، كي يعود لدعم عرين "أسود الأطلس".
لكن لاشيء من هذا حصل، ففي تدوينة له عبر حسابه الرسمي، في منصة "إنستغرام"،كشف نصير مزراوي، عن قراره بعدم اللعب للمنتخب المغربي، معتبرا أن البوسني وحيد خاليلوزيتش، لم يمنحه أي وقت للحديث معه،ومناقشة مستقبله الكروي مع منتخب بلاده. وتحدث مزراوي "بقلب منكسر،قررت عدم تمثيل المنتخب المغربي في الموعد المقبل،أتمنى الأفضل للمجموعة،وآمل لقاءكم قريبا إن شاء الله".
"للأسف المدرب لم يكن له الوقت من أجل اللقاء بي،كي نتحدث عن الوضع الذي عاشه المنتخب المغربي،بالنسبة كلاعب كان من المهم أن ألتقي بالمدرب، ليس لأني لاعب كرة قدم بل من الناحية الإنسانية أيضا". وأضاف"رغم كل ماقيل، كانت لي الجرأة مؤخرا كي أتحدث مع المسؤولين داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، قمت بذلك بالنظر لحبي لوطني وللجماهير". يضيف اللاعب.