مباشرة بعد نهاية جولة ستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي إلى الصحراء المغربية الذي قادته إلى المنطقة في أول زيارة له منذ تعيينه خلفا للألماني هورست كوهلر، استأنفت المحادثات السياسية بشأن الملف من خلال عقد سلسلة من اللقاءات المباشرة مع البعثات الدبلوماسية الدولية بالأمم المتحدة. وعقد ستيفان دي ميستورا مباحثات مع وزيرة الخارجية السويدية آن ليند، موضوعها الأساسي تطورات قضية الصحراء المغربية في ظل الجولة الأخيرة للمبعوث الأممي للمنطقة.
ونقلت مصادر إسبانية، أن "المبعوث الأممي إلى الصحراء المغربية، الإيطالي السويدي ستيفان دي ميسترورا، التقى في ميونيخ بوزيرة الخارجية السويدية ، آن ليند، ومن غير المعروف ما إذا كان قد التقى بقادة أوروبيين آخرين من قبل.
وعقب لقائها مع المبعوث الأممي إلى الصحراء المغربية، قالت رئيسة الدبلوماسية السويدية، على حسابها في "تويتر"، "أنها التقت بدي ميستورا في ميونيخ، مضيفة " نرحب بتعيين المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، ويسعدني أن ألتقي بستافان دي ميستورا في ميونيخ. كل الدعم لعمله المهم والصعب".
هذا وينتظر أن يلتقي دي ميستورا في نيويورك، رؤساء البعثات الدبلوماسية الدولية، بهدف التباحث عن زيارته الأولى للمنطقة وخطواته المقبلة، استعدادا لإعداد التقرير الذي سيحيله الأمين العام المتحدة على أعضاء مجلس الأمن الدولي خلال شهر أبريل المقبل، تاريخ انعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الصحراء المغربية.
وفي يناير الماضي، أجرى ستيفان دي ميستورا أول زيارة إلى المغرب، منذ تعيينه في منصبه أكتوبر الماضي، في سياق جولة بالمنطقة شملت الجزائروموريتانيا وتندوف.
ويحاول المبعوث الأممي الجديد تحريك الملف الذي دخل مرحلة من الركود منذ استقالة المبعوث السابق الألماني هورست كوهلر سنة 2019 ودخول الملف إلى منعرج حاسم مع سياسة الأمر الواقع التي يطبقها المغرب في صحرائه بمشاريع تنموية وتدشينات متتالية للقنصليات في العيون والداخلة مع اعتراف أمريكي بمغربية الصحراء قلب المعادلة وأربك سياسة النظام الجزائري في الحشد الدولي لصالح البوليساريو.
وطلب مجلس الأمن في قراراته الأخيرة بشأن الصحراء المغربية، رغم رفض الجزائر، من دي ميستورا استئناف تيسير المسلسل السياسي للموائد المستديرة مع المشاركين الأربعة، وهم المغرب والجزائرموريتانيا و"البوليساريو".
والأكثر من ذلك، اعتبر مجلس الأمن الجزائر طرفا، وبالتالي حثها في قراراته الأخيرة، ومنها القرار 2602 على المشاركة في الموائد المستديرة وذكرها بالإسم خمس مرات إسوة بالمغرب.