* طارق غانم علقت قمة الاتحاد الافريقي في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا، قرار منح إسرائيل صفة مراقب وتشكيل لجنة مكونة من سبعة رؤساء أفارقة لتقديم توصية في الموضوع وطرحها على قمة الرؤساء، في وقت تتواصل خلاله لليوم الثاني، أعمال قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد ال35، لبحث ملفات الإصلاح المؤسسي للمنظمة، وتقييم مسار تقدم مشاريع "أجندة أفريقيا 2063′′، والهجرة غير النظامية. وتتكون اللجنة من الرئيس السنغالي ماكي سال، بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوز، ورئيس رواندا بول كاغامي، ورئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكي دي، والرئيس النيجيري محمد بوهاري، والرئيس الكاميروني بول بيا. وحصلت إسرائيل شهر يوليوز 2021 على صفة عضو مراقب في الاتحاد الأفريقي، وهو هدف عمل الدبلوماسيون الإسرائيليون منذ نحو عقدين لتحقيقه، معتبرين ذلك تصحيح للوضع الشاذ الذي كان قائما منذ نحو عقدين، ويشكل جزءا هاما لتعزيز نسيج العلاقات الخارجية لإسرائيل وتعزيز لأنشطتها الاقتصادية والتجارية في القارة الأفريقية ومع الدول الأعضاء في المنظمة". ترحيب الجامعة العربية رحب الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط بتبني قمة الاتحاد الإفريقي المنعقدة في أديس أبابا قرارا بتجميد منح عضوية إسرائيل كمراقب لدى الاتحاد الإفريقي. وذكر الجامعة في بيان، الأحد، أن قرار تجميد عضوية إسرائيل لدى الاتحاد الإفريقي يعد "بمثابة خطوة تصحيحية" ويأتي "اتساقا مع المواقف التاريخية للاتحاد الإفريقي الداعمة للقضية الفلسطينية والمناهضة للاستعمار والفصل العنصري". وتابع البيان أنه "كان لزاما أن يتم اتخاذ هذا القرار الحكيم إنطلاقا من عدم مكافأة إسرائيل على ممارساتها غير القانونية بحق الشعب الفلسطيني". وسبق للجامعة العربية أن أدانت القرار الذي اتخذه رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي في غشت الماضي منح إسرائيل صفة مراقب لدى الاتحاد. رفض جزائري
اعتبر وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، أن منح صفة مراقب لاسرائيل داخل الاتحاد "خطأ مزدوج"، مؤكدا أن الخطأ الأول تمثل في منح صفة مراقب دونما إجراء مشاورات مع دول الاتحاد من بينها الجزائر. وأوضح أن قرار رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، موسى فقي، شهر يوليوز من العام المنصرم، كان قرارا سيئا وما كان عليه أن يُتخذ، مضيفا أن الخطأ الثاني المرتكب في الموضوع، هو "تسجيل انقساما كبيرا بين الدول الأعضاء حيال قرار منح صفة المراقب لاسرائيل". وانتقدت القرار السالف دول عدة من بين الدول الأعضاء، بينها جنوب أفريقيا والجزائر ونيجيريا والتكتل الإقليمي للجنوب الأفريقي، في حين رأى رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية "في كلمته بالجلسة الافتتاحية" أن صفة المراقب "مكافأة لا تستحقها إسرائيل، وتشجعها على الاستمرار في انتهاكاتها وخرقها المواثيق والاتفاقات الدولية". وعاء التصويت
كانت 7 دول عربية لدى الإتحاد الافريقي قد تقدمت بمذكرة شفهية لرئيس المفوضية تؤكد فيها اعتراضها الشديد لقرار منح إسرائيل صفة مراقب في المنظمة، ومن ضمن هذه الدول، مصر والجزائر وموريتانيا وليبيا. من جانبه تربط إسرائيل علاقات دبلوماسية رسمية واتفاقات اقتصادية وعسكرية مع 6 دول عربية من أصل 22، وفي مقدمتهم؛ مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان والمغرب.
هل يعيد التعليق..العلاقات الاسرائيلية-الافريقية إلى نقطة الصفر؟
تشهد علاقات إسرائيل الجيوسياسية مع عدد من الدول الإفريقية خلال السنوات الماضية أو بالأحرى الأشهر الماضية تطورا لافتا، وذلك في محاولة سعي صناع القرار في إسرائيل، وفق مراقبين إلى جذب شركاء سياسيين واقتصاديين داخل القارة الافريقية، حيث تشير الدراسات إلى اعتبارها "مستقبل العالم الأخضر أو الطبيعي". العلاقات الإسرائيلية الأفريقية ليست وليدة اليوم، إذ يذكر موقع المكتبة الافتراضية اليهودية أنه في ستينات القرن الماضي، كانت إسرائيل تتمتع ب"تحالف غير رسمي" مع 32 بلد أفريقي، مع تواجد خبراء إسرائيليين يعملون في مختلف القطاعات داخل القارة السمراء، ولكنها تراجعت مع تصاعد التوتر بين مصر وإسرائيل في فترة حرب أكتوبر. تعزيز علاقاتها مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهذا ليس بالأمر السهل، ما يجعلها تلجأ إلى إسرائيل باعتبارها بوابة للعلاقات مع واشنطن، علاوة على أن العلاقات بين أفريقيا وإسرائيل قائمة، ولكنها زادت بعد "تطبيعها للعلاقات مع عدد من الدول الإفريقية والعربية".