حين قرأت مقتطفات من كتاب "مجنون الملك" لصاحبه ماحي بنين، أحسست بالكثير من الألم في سيرة رجل، كانت مهمته الأساسية أن يضحك ملك البلاد، ويسليه عن هموم الحكم و أحزانه، وهو الذي لم يكن يغادر القصر إلا مرة في السنة لمدة 15 يوما، كان ينتشلها من أجل رؤية أسرته... في سيرة الماحي بنبين الكثير من التمزقات، سخرية القدر وسطوة حوادث التاريخ التي تسير بخطوات عمياء أحيانا، في بيت أكبر مبسط، كان يمنح البهجة للسلطان، ويتقاضى أجرا ليبيع الأوهام الجميلة التي تغدي ذاكرته وتنشط خياله السياسي، لكنه طلق زوجته، وتنكر لابنه الذي شارك في انقلاب الصخيرات في يوليوز 1971، حيث كان أبوه محمد مختبئا في القصر الملكي إلى جانب الحسن الثاني، وفي عز انتظار الموت، قال محمد بنبين للملك في قمة رعبهما المحض إنساني: "سيدنا عافاك إلى ما تدخل لي عندهم، وترجاهم ميطلقوش الرصاص على راسي، راه مداير والو مسكين، راه سباب البلا هي كرشي اللي جبتني لهنا وحصلاتني فهاد المصيبة معاك أسيدنا"، واستطاع أن يضحك ملكا ملكا ينتظر الموت في أي دقيقة. تفاصيل أخرى مشوقة تقرؤونها في العدد الجديد من أسبوعية "الأيام" الموجود حاليا في الأكشاك. وتقرؤون أيضا: - نور الدين مفتاح: اللياقة السياسية - مصطفى الخلفي يدعو إلى مراجعات فكرية جديدة داخل حزبه في حوار شامل مع "الأيام" - مناصرون ومناهضون يتواجهون بالرأي.. منع البرقع في الاتجاه المعاكس - اسلاميو المؤسسات: المستقبل المجهول