يبدو أن أغلبية حكومة عزيز أخنوش، ستواجه معارضة من داخلها، أكد عليها نور الدين مضيان رئيس البرلماني لحزب الاستقلال بمجلس النواب، اليوم الأربعاء، في اجتماع لجنة المالية والتنمية الاقتصادية لمناقشة مشروع المالية لسنة 2022. وقال مضيان في مداخلة لا تخلو من رسائل سياسية إلى أخنوش، "هنا في البرلمان، نحن نمثل الشعب ولا نمثل أحدا، وفي الأخير نبقى مساندين للحكومة، لذلك وسعوا قشابتكوم شوية السيد الوزير"، وذلك في خطاب مباشر للوزير المنتدب المكلف بالميزانية فوزي لقجع.
وأضاف مضيان "الناس كلفوني بتبليغ رسائل، إن لم أفعل سأكون خائنا لهم. وأنا واضح وهذه تربيتي السياسية وهذا المفروض في هذه العملية"، مشددا على أن من حق المعارضة أن "تنتقد وتقدم البدائل وهذا دورها، والأغلبية كذلك من حقها أن تقدم النصيحة والتنبيه للحكومة من أجل التصحيح".
وزاد رئيس الفريق الاستقلالي مخاطبا الحكومة "يجب على الحكومة أن تميز بين الأغلبية الحكومية والأغلبية البرلمانية، فالأغلبية الحكومية شأنكم السيد الوزير، بينما الأغلبية البرلمانية لا تعني مجاراة الحكومة في كل شيء".
ومضى مضيان موضحا "لم نأت لنصفق فقط، بل لنشتغل ونوجه ونكمل عمل الحكومة، ونصحح بعض الاختلالات إن وجدت، لكن سنظل دائما منخرطين ومساندين للأغلبية الحكومية"، وذلك في رد مباشر منه على رئيس الحكومة الذي بدا غاضبا من مداخلة مضيان في جلسة مناقشة التصريح الحكومي، حيث قال: "حين أخذ مضيان الكلمة دخلني الشك، هل هو في المعارضة أم الأغلبية، وقلت هل سنعيش من جديد ما عشناه في الخمس سنوات الماضية؟".
وأبرز مضيان "انتقلنا نحن في الفريق الاستقلالي من المعارضة لسنوات إلى الأغلبية، وهذا شرف لنا أن نساهم في تشكيل هذه الحكومة، والشرف الأكبر الذي نتمناه، هو نجاح الحكومة في عملها"، مشددا على أن الانتخابات مرت في جو "سلس وعادي جدا، وتوجت بتشكيل أغلبية مريحة وتشكيل حكومة في ظرف قياسي أتمنى أن يستغل من أجل نجاح وإنجاح مهمتها".
وأضاف رئيس الفريق الاستقلالي: "بالرغم من أننا جزء أساسي من الحكومة، فهذا لا يمنعنا من تبليغ رسائل الأمة والشعب، لأن الشعب من صوت علينا وليس أحد آخر، وصوت الشعب أمانة لا بد من تبليغها، بصيغ مختلفة، سواء من خلال المعارضة أو الأغلبية"، معتبرا أن كل ما جاءت به الحكومة "ليس قرآن منزل، لكننا سنظل مساندين للحكومة حتى النخاع"، في إشارة واضحة منه إلى إصرار فريق حزبه على معارضة ما ينبغي معارضته من داخل الأغلبية.