في أول مداخلة له بعد جلسة مناقشة البرنامج الحكومي، والتي عرفت توترا بينه وبين أخنوش، رد رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس النواب، نور الدين مضيان، ضمنيا على انتقادات رئيس الحكومة له، وقال صباح اليوم في المناقشة العامة لقانون المالية بلجنة المالية، إن مناقشة مشروع قانون المالية، مناسبة لتعبير الفرقاء السياسيين الممثلين بمجلس النواب، عن آرائهم وتبليغ رسائلهم إلى الحكومة من أجل اعتمادها في عدة تصورات". وأكد مضيان أن، "من حق المعارضة أن تنتقد وهذا دورها، وتقدم البدائل، والأغلبية كذلك من حقها أن تقدم النصيحة والتنبيه للحكومة من أجل التصحيح". وقال أيضا، "لم نأت لنصفق فقط، بل لنشتغل ونوجه، ونكمل عمل الحكومة، ونصحح بعض الاختلالات إن وجدت، لكن سنظل دائما مساندين للأغلبية الحكومية"، مضيفا، "هنا في البرلمان نمثل الشعب ولا نمثل أحدا، وفي الأخير نحن مساندين للحكومة، لذلك وسعوا قشابتكوم شويا، لأن الناس كلفوني بتبليغ رسائل، إن لم أفعل سأكون خائنا لهم، أنا واضح، وهذه تربيتي السياسية". وأضاف القيادي بحزب الاستقلال، "الدين النصيحة، وليس كل ما جاءت به الحكومة قرآن منزل، لكننا سنظل مساندين للحكومة حتى النخاع". وتابع مضيان، "انتقلنا نحن في الفريق الاستقلالي من المعارضة لسنوات إلى الأغلبية، وهذا شرف لنا أن نساهم في تشكيل هذه الحكومة، والشرف الأكبر الذي نتمناه، هو نجاح الحكومة في عملها، فالانتخابات مرت في جو سلس وعادي جدا، وتوجت بتشكيل أغلبية مريحة وتشكيل حكومة في ظرف قياسي أتمنى أن يستغل من أجل إنجاح مهمة الحكومة". وقال أيضا، "بالرغم من أننا جزء أساسي من الحكومة، فهذا لا يمنعنا من تبليغ رسائل الأمة والشعب، لأن الشعب من صوت علينا وليس طرفا آخر، والشعب له رسائل، وصوت الشعب أمانة لا بد من تبليغها، بمختلف الطرق، سواء عن طريق المعارضة أو الأغلبية". ويرى مضيان، أنه "يجب على الحكومة أن تميز بين الأغلبية الحكومية والأغلبية البرلمانية، فالأغلبية الحكومية شأنكم السيد الوزير (مخاطبا الوزير المنتدب فوزي لقجع)، بينما الأغلبية البرلمانية لا تعني المجاراة في كل شيء". وكان رئيس الحكومة عزيز أخنوش، عبر عن انزعاجه من تدخل لنور الدين مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي، أثناء مناقشة البرنامج الحكومي. وقال أخنوش، في جلسة عمومية بمجلس النواب، عقدت في 13 أكتوبر الجاري: "حين أخذ مضيان الكلمة دخلني الشك، هل هو في المعارضة أم الأغلبية، وقلت هل سنعيش من جديد ما عشناه في الخمس سنوات الماضية؟". وأضاف أخنوش، "إن أردت الاستماع لحزب الاستقلال سأذهب للغرفة الثانية، وإن أردت الاستماع لمضيان سآتي للغرفة الأولى". وختم رئيس الحكومة تدخله آنذاك بالقول، "سنشتغل اليد في اليد أسي مضيان ونحتاج إلى دعمك ودعم فريقك لنتقدم إلى الأمام".