تعين على الملايين من مستخدمي مواقع فيسبوك وإنستغرام وواتساب خوض تجربة الحياة بدون هذه التطبيقات الثلاث بعد أن تعطلت تماماً لساعاتالأسبوع الماضي. طلبنا منكم أن تخبرونا كيف أثر تعطل هذه المنصات على حياتكم وما الذي قمتم به خلال فترة انقطاعها، وقمنا بالحديث إلى مجموعة من جمهور بي بي سي عربي أون لاين، الذين أطلعونا على تجاربهم. ليست المرة الأولى يقول أبو الحسن صفاء، الذي يعمل محاضراً في معهد تقني بمدينة كركوك في العراق: "أستخدم تطبيق واتساب لحضور الاجتماعات وتبادل الملاحظات حول العمل كونه أكثر أماناً من المنصات الأخرى كالفيسبوك مثلاً." BBCيعمل أبو الحسن صفاء محاضراً في معهد تقني بمدينة كركوكالعراقية. اعتقد أبو الحسن في بداية الأمر أن الخلل الذي أصاب تطبيقات واتساب وفيسبوك وانستغرام قد يكون مرتبطاً بتطورات على الساحة السياسية في بلاده أو مظاهرات مرتقبة إذ يقول إن الناس في العراق "اعتادوا على حدوث ذلك خلال فترة الأزمات وخروج المظاهرات ضد الحكومة". لكنه وبعد البحث في غوغل أدرك أن العطل مركزي مصدره الشركة نفسها. وكبديل لواتساب، لجأ الشاب البالغ من العمر 27 عاماً، إلى تطبيق تلغرام، من أجل تبادل الملفات والملاحظات مع الطلاب والمدرسين حول العمل والمحاضرات، ووجد فيه خياراً جيداً. ويقول: "تطبيق تلغرام بالنسبة لي تطبيق يفي بالغرض وآمن، لأن أرقامنا الشخصية لا تظهر وبالتالي تقل فرصة تلقي إزعاجات من أناس مجهولين". وسائل التواصل الاجتماعي: فيسبوك وواتساب وإنستغرام تعود إلى العمل فيسبوك: "تغيير خاطئ في الخوادم" أدى إلى انقطاع خدمات الشركة ماذا حدث لفيسبوك وواتساب وإنستغرام؟ وعن موقعي فيسبوك وانستغرام، يقول أبو الحسن إنه ككثيرين، يستخدمهما من أجل الترفيه والأخبار والمنشورات السريعة، ما جعل أثر غيابهما قليلاً لديه. "بديل أفضل" Getty Images منى يوسف، (37 عاماً) وهي سورية مقيمة في مدينة الرياض السعودية، أعربت عن سعادتها بالتعطل الذي أصاب منصات فيسبوك وإنستغرام وواتساب: "سعدت بتعطل هذه المواقع الثلاث لأن ولديّ متعلقان بشدة بإنستغرام وفيسبوك ويقضيان ساعات طويلة يراسلان أصدقاءهما الافتراضيين ويتابعان صفحات لا أحبذها إطلاقاً لتفاهتها". لكنها من ناحية أخرى شعرت بالخيبة، لأنها هي نفسها تستخدم تطبيق واتساب للتواصل مع أسرتها الموزعة بين سوريا والأردن ولبنان وتركيا وأوروبا. وتقول: "كنت متوترة لأن أمي كانت مريضة وحاولت الاطمئنان عليها لكنني لم أتمكن من ذلك، فعثر لي زوجي على الحل وهو تطبيق إيمو الذي وجدته أفضل من واتساب من حيث مكالمات الفيديو ووضوح الصوت والصورة، لذا، سأستمر في استخدام إيمو بدلاً من واتساب من الآن فصاعداً". أما عبد الباقي الهيبة (30 عاماً) من المدينةالمنورة فيقول: "شعرت بالملل والتوتر عندما تعطلت الخدمة، لأنني أستخدم واتساب كثيراً للتواصل مع الأسرة والأصدقاء، كما أتبادل الكثير من الروابط المتعلقة بالعمل مع أصدقائي، لكن لحسن الحظ هناك الكثير من التطبيقات التي ظهرت مؤخراً، وأنا شخصياً لجأت إلى تطبيق سيغنال كبديل لواتساب". خوف من خسارة المتابعين BBCتعتمد سيفين في عملها على إنستغرام بشكل رئيسي ولديها آلاف المتابعين من بين الملايين الذين تأثروا بتعطل خدمات المنصات المملوكة لفيسبوك، كان المؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي، وبخاصة أولئك الذين يتركز نشاطهم على إنستغرام من بين الأكثر تضرراً، نظرا لاعتمادهم على هذه المواقع كمصدر دخل. هكذا شعرت سيفين بيوتي التي تعمل في لندن في مجال تصفيف الشعر والتجميل وتحظى بآلاف المتابعات على إنستغرام، بخوف وتوتر شديد بعد تعطل خدمات الموقع، وتقول لبي بي سي إنها خشيت أن تكون صفحتها قد تعرضت للاختراق أو "أن يكون الأسوأ قد حصل"، وهو أن يستمر العطل لفترة طويلة، ما سيقفدها القدرة على التواصل مع متابعيها. وتؤكد أن اعتمادها على منصات التواصل الاجتماعي يتجاوز الجانب العملي، ما يجعل قدرتها على العيش دون وجود هذه المنصات صعباً: "بالنسبة إلي، لا تشكل هذه التطبيقات الثلاث مجرد منصة للدعاية لأعمالي بل هي نافذتي وونيسي في غربتي لأن عائلتي بعيدة عني وليس لدي الكثير من الأصدقاء، لذلك لا أعرف ما الذي كنت سأقوم به في حال اختفى إنستغرام كلياً، لكنني متأكدة من أنني كنت سأبحث عن تطبيق آخر أستطيع من خلاله الوصول إلى زبائني وعالمي الذي أهيم به". BBCأمل الحامد أخصائية نفسية وعلى النقيض من سيفين، شكل الغياب الوقتي لمنصات فيسبوك وإنستغرام وواتساب، فرصة لشاديا التي كانت تضع الكثير من الصور لأطباقها على صفحاتها على مواقع التواصل لإعادة النظر في الوقت الذي كانت تمضيه على هذه المواقع. إذ تقول إنها "أدركت أني كنت أضيع الكثير من الوقت في خلق أجواء وأطباق وصور بلا هدف، وقررت الالتفاف أكثر حول أسرتي وأقاربي". وترى أمل حامد، وهي أخصائية نفسية أنه "من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالتوتر والخوف من ضياع منصة يعتمد عليها في أعماله، أو حتى لمجرد أنها تشكل جزءاً من روتين حياته حيث يحدث أي تغيير في ذلك الروتين فراغاً يجعله يشعر بالتوتر". لكنها تؤكد أنه مع توفر الكثير من البدائل لهذه التطبيقات، بل والكثير من طرق التواصل وتمضية الوقت، فإن التعامل مع أي تغير طارئ يعتمد على الشخص ومدى مرونته في إحداث تحول وتغيير في شخصيته هو.