لم يكن المدعو باسو المتحدر من ضواحي أكادير يظن أنّ نهايته ستكون على يد مسلّحين بمالي إلى أن باغتوه أول أمس السبت بطلق ناري رميا بالرصاص، حوّل جسده إلى بركة من الدم، ليترك مقتله وطريقة تصفيته جسديا أكثر من علامة استفهام. قبل أيام ودّع زوجته وأبناءه الثلاثة القاطنين بضواحي أيت ملول المحسوبة ترابيا على مدينة أكادير على أمل العودة واللقاء مرة أخرى، غير أنّ القدر كانت كلمته أقوى بعدما أصبح جثة هامدة ملفوفة في كفن، وهو الذي كان متعودا على نقل البضائع إلى دول إفريقية عديدة، من بينها مالي.
كانت حرفته كسائق مهني في النقل الدولي للبضائع والسلع والخضر من مدينة أكادير وكذا من أوروبا في اتجاه دول إفريقية، هي المصدر الوحيد الذي يعتمد عليه في إعالة أسرته الصغيرة وإدخال الفرحة على قلوبها بتوفير المأكل والملبس والمشرب إلا أنّ عصابة مسلحة اعترضت طريقه يومها لتنهي حياته في رمشه عين.
الضحية باسو، كان وفي كل مرة يشدّ الرحال إلى دول إفريقية من أجل توزيع سلعته وبيعها ويوم الفاجعة، كانت شاحنته محمّلة بالأسماك من مدينة الداخلة إلى أن وقعت الواقعة على مستوى بلدة ديديني على بعد 300 كيلمتر من العاصمة المالية باماكو.
مخاطر الطريق وتربّص قطاع الطرق، لم يكن يسلم منه بين الفينة والأخرى، لكن أن يصل الأمر إلى التصفية الجسدية هو الأمر الذي استنكره من يعرفونه، في مقدمتهم المقربين منه بما فيهم مهنيين في النقل الدولي للبضائع.
الهجوم المسلح عليه وعلى سائقين آخرين من طرف أربعة أشخاص ملثمين كانوا يختبئون حينها وراء الأشجار، استهدف شاحنة أولى وثانية فثالثة بعدما أمطرت العصابة المسلحة، المكان بالرصاص الحي ليس بهدف السرقة وإنما لغرض تعكف التحقيقات على البحث فيه، في الوقت الذي ارتفعت فيه أقاويل بالجزم إنّ رسالة واضحة حاولت الجهة المعتدية تمريرها للمغرب، غير أنّ الكلمات تبقى في كفّة ونتائج التحقيق وحدها الكفيلة بكشف المستور.