كشف صحيفة " ال اسبانيول"، أن التقارب الكبير للولايات المتحدةالأمريكية مع المملكة المغربية في السنوات الأخيرة، مقابل تراجع العلاقات بين مدريدوواشنطن، دفع إسبانيا إلى تدارك الأمر وبذل مزيد من الجهود من أجل تجاوز الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين الرباطومدريد في الأشهر الأخيرة. وأوردت الصحيفة، بأن إسبانيا غابت عن المشهد في العلاقات الدولية للولايات المتحدةالأمريكية، خاصة مع المغرب، حيث عرفت العلاقات الثنائية بين واشطن والرباط متانة كبيرة ترجمتها الأنشطة الثنائية، خاصة العسكرية، ملمحة إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تكن تنظر بعين الرضا للخلاف الديبلوماسي القائم بين إسبانيا والمغرب، وخاصة من الجانب الإسباني باعتباره هو الذي أشعل الأزمة عن طريق استقبال زعيم جبهة "البوليساريو" إبراهيم غالي.
وحسب "الإسبانيول"، فإن الإشارات الدولية تشير إلى أن واشنطن بقيادة جو بايدن، لم تكن ترغب في هذه الأزمة بين بلدين حليفين للولايات المتحدة، وبالتالي فإن الإدارة الجديدة تسعى للتوازن الاستراتيجي بين المغرب وإسبانيا، ومقابل إصلاح العلاقات الثنائية أعطت إشارات بإبقاء قاعدة "روتا" العسكرية الأمريكية في إسبانيا منهية بذلك ما قيل سابقا عن احتمالية نقل القاعدة إلى المغرب.
كما أن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز تلقى مؤخرا اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكي، جو بايدن، حيث تحدثا مطولا على الهاتف، حول استعمال الولاياتالمتحدةالأمريكية لقاعدة روتا في إسبانيا لاستقبال اللاجئين الأفغان الذين تم ترحيلهم من مطار العاصمة الأفغانية.
يشار أن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أكدت أن الأزمة القائمة بين المغرب وإسبانيا تعود إلى "الدوافع والمواقف العدائية لإسبانيا في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، وهي قضية مقدسة عند المغاربة قاطبة".
من جهته، قال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في تصريح سابق، إن إدارة بايدن تتشاور بشكل خاص مع كافة أطراف قضية الصحراء المغربية حول "أفضل السبل لوقف العنف وتحقيق تسوية دائمة".
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن مقاربة الإدارة الديمقراطية تختلف نوعا ما عن سابقتها بخصوص سياساتها في الشرق الأوسط، في جوابه عن سؤال حول الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، لكنه لم يشر إلى وجود أي تراجع عن هذا الاعتراف رغم إلحاح صحافية إسبانية على انتزاع موقف أمريكي يخدم مصالح بلدها.