قال وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، إن الجزائر إضطرات إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بعد نفاد صبرها، في معرض جوابه على سؤال صحفي عن شروط إمكانية إعادة ربط العلاقات الجزائرية المغربية من جديد. لعمامرة أجاب قائلا: "لا يسعدنا إطلاقا أن نصل إلى مرحلة قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجارة المغرب".
وأضاف: "الجزائر هذه المرة اضطرت إلى أن تقطع العلاقات بعد نفاذ صبرها وذلك وبعد أن انتظرت فترة طويلة أن يعود ويسود العقل والإحتكام إلى القواعد والأعراف الدولية المعروفة والمكرسة"، حسب ما نشرته "قناة النهار" الجزائرية في موقعها الالكتروني.
وعبر لعمارمرة عن استعداد النظام للتضحية بالمصالحة المشتركة، بقول إن "الجزائر قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قوى دولية كبيرة ومؤثرة دفاعا على مبادئ واستعدادا للتضحية بالمصالح".
ثم قال إن الجزائر تاريخيا "لم تبادر في قطع علاقاتها الدبلوماسية لأسباب وطنية ولا مرة، كلما قطعت الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع قوى عظمى مع دول غربية كان بسبب فلسطين أو بسبب زيمباموي في القارة الإفريقية بناء على قرارات تتخذ على أعلى المستويات في الجامعة العربية أو في منظمة الوحدة الإفريقية وتنفدها الجزائر بوفاء بإلتزام في الوقت الذي لا ينفذها الكثيرون من الذين يشاركون في نفس الإجتماعات."
واختتم الوزير تصريحه قائلا: "لا أقول أي شئ قد يعتبر تكهنا بما قد يحصل غدا أو بعد غد، وأكتفي بالقول إن الموقف الجزائري جاء في أوانه وجاء بعد تحليل وتفكير وجاء من باب المسؤولية وليس بناء على عواطف أو مواقف أخرى".
وفي السياق ذاته يرى بيار فرمران استاذ التاريخ في جامعة باريس 1 و المتخصص في المنطقة المغاربية، أن قرار الجزائر "رد متأخر على +اتفاقات أبراهام+ (بين إسرائيل وبعض الدول العربية برعاية أميركية) والتقارب بين المغرب وإسرائيل".
واعتبر بيار فرمران في تصريح لوكالة فرانس برس، أن هذه القطيعة "إعادة تموقع حول مبادئ القومية العربية في مقابل الجميع: مقابل فرنسا وإسرائيل وقضية القبائل والإسلاميين، ودعما للوحدة العربية واتحاد المغرب العربي والفلسطينيين" مشيرا إلى ان هذه رسالة "للاستهلاك الداخلي".
وكانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ، قد أعلنت ساعات بعد القرار الجزائري، أن المملكة المغربية أخذت علما بالقرار الأحادي الجانب للسلطات الجزائرية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب ابتداء من هذا اليوم.
وأوضحت الوزارة ، في بلاغ ، أن المغرب إذ يعرب عن أسفه لهذا القرار غير المبرر تماما ولكنه متوقع ، بالنظر الى منطق التصعيد الذي تم رصده خلال الأسابيع الاخيرة ، وكذا تأثيره على الشعب الجزائري ، فإنه يرفض بشكل قاطع المبررات الزائفة بل العبثية التي انبنى عليها .
من جانبها ، يضيف البلاغ، ستظل المملكة المغربية شريكا موثوقا ومخلصا للشعب الجزائري وستواصل العمل ،بكل حكمة ومسؤولية، من أجل تطوير علاقات مغاربية سليمة وبناءة .