ذكرت وزارة الطاقة والمعادن والبيئة، اليوم الاثنين، أن استراتيجية تطوير الهيدروجين الأخضر تطمح إلى تلبية الطلب المحلي وتحسين استغلال الإمكانات الوطنية، خاصة من خلال الصادرات. وأبرزت الوزارة، في بلاغ، أنه تم وضع هذه الاستراتيجية عقب توصيات الدراسة التي أكدت توفر المغرب على إمكانات كبيرة لتطوير هذا القطاع، موضحة أن المملكة يمكن أن تستحوذ على ما يصل إلى 4 في المائة من الطلب العالمي على الجزيئات الخضراء. ويرتكز تنفيذ هذه الاستراتيجية على ثلاثة محاور أساسية، تتمثل في التكنولوجيات التي تشمل التطورات التكنولوجية والاقتصاد في التكاليف والاستثمارات والتزود من خلال إنشاء مجمع صناعي ووضع مخطط توجيهي للبنيات التحتية الملائمة. وأضاف البيان أن المحور الثالث، والمتعلق بالأسواق والطلب، يهم تحقيق فرص الطلب، بما يفسح المجال لأسواق جديدة. وتتجسد هذه المحاور الاستراتيجية من خلال خطة عمل بحلول عام 2050، يتم تنفيذها بشكل تدريجي وتركز على خفض التكاليف في جميع مراحل سلسلة القيمة لقطاع الهيدروجين الأخضر ومشتقاته. كما أنها تتعلق بتنفيذ الإجراءات الضرورية للاندماج الصناعي المحلي لقطاع الهيدروجين، عبر تكوين الموارد البشرية ونقل الخبرات للكفاءات المغربية. ويرتقب أيضا إنشاء مجمع صناعي وطني مخصص لتطوير تكنولوجيات الهيدروجين ووضع مخطط توجيهي لبنيات تحتية ملائمة. وسيتم الشروع في الإطار ذاته، في بلورة مخطط وطني للتخزين يهدف إلى تثمين استخدام الهيدروجين ومشتقاته كمصدر للطاقة. ويتعلق الأمر، من ضمن أمور أخرى، بضمان التمويل اللازم لتطوير الهيدروجين وأنشطة الإنتاج المرتبطة به، من خلال تعزيز التعاون الدولي مع شركائنا الدوليين، وكذلك إقامة شراكات جديدة لاغتنام الفرص التي يتيحها قطاع الهيدروجين. وفي إطار مخطط العمل هذا، سيتم الشروع في تطوير سوق وطنية للهيدروجين، من خلال دعوة الفاعلين والمستثمرين إلى استخدام طاقة نظيفة ترتكز على الهيدروجين الأخضر. وأكدت الوزارة أيضا، على إحداث قطب للبحث والتنمية، مغربي وإقليمي، والذي يهدف إلى تعزيز الانخراط في أنشطة البحث والتنمية واقتراح مجموعة من المشاريع النموذجية بغية تقوية موقع المملكة كمركز للخبرة في التكنولوجيات الجديدة. ولهذا الغرض، يضيف البلاغ، من الضروري توفير الظروف الملائمة لتصدير الهيدروجين ومشتقاته، مع إعطاء الأولوية إلى تصديره لأوروبا، حيث يتوقع أن يكون الطلب قويا في السنوات القادمة، مبرزا أنه "قد تم إطلاق المبادرات الأولى لتطوير الهيدروجين الأخضر على التراب الوطني". وباختصار، يتموقع المغرب تدريجيا كرائد حقيقي في مجال الطاقات المتجددة. وذلك في إطار رؤية ملكية متبصرة. وبذلك، تنشط المملكة في نشر مصدر جديد للطاقة النظيفة يتمثل في الهيدروجين الأخضر، باعتباره حجر زاوية في الانتقال الأخضر للقطاعات الطاقية والصناعية.