أكدت القوات المسلحة الإسبانية إن عمليات نقل رفات العسكريين والمدنيين الإسبان الموجودين في مقبرة شبه جزيرة باديس، تعود إلى الحالة المتدهورة للقبور، مبرزة أن الأمر يتعلق بنقل 54 جثة بعضها يعود تاريخ دفنها إلى القرن 19، نحو مقبرة أخرى في مدينة مليلية. وتأتي هذه العملية بالتزامن مع الأزمة المغربية الاسبانية التي اندلعت شرارتها على خلفية استقبال ابراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو بالأراضي الاسبانية وخروجه منها دون متابعته قضائيا.
وتضم صخرتي النكور وبادس المحتلتين 54 قبرا تعود لأسبان من بينهم أطفال، دفنوا فيها قبل 280 سنة، كما دعا الجيش الإسباني أقارب المتوفين إلى إرسال "طلب استخراج جثثهم لنقلها إلى مقبرة "بوريسيما كونسبسيون" في مليلية، أو مقبرة أخرى من اختيارهم، وبالتالي، موضحا أن أمامهم ما يقارب 20 يوما لإعداد الملف وصياغة الادعاءات المناسبة.
وصخرة الحسيمة احتلت سنة 1559، وتبعد 300 متر عن ساحل مدينة الحسيمة المغربية، وصخرة قميرة، وهي جزيرة محتلة من طرف الإسبان منذ عام 1564.
ويتعلق الأمر بالبحارة والجنود الذي كانوا يؤدون خدمتهم في هذه المناطق، ورصدت من بينهم شواهد قبور تعود لسنة 1916، بالإضافة إلى بقايا المدنيين الذين عاشوا هناك بمن فيهم الأطفال، مبرزة أن بعض هؤلاء دفنوا سنة 1877.
إلى ذلك، أوضح الجيش الإسباني في تصريحات نقلتها صحف اسبانية إن قرار النقل الذي سيُنفذ بتاريخ 30 يوليوز 2021، نُشر في الجريدة الرسمية الإسبانية يوم 9 يوليوز، حيث دُعي أهالي الأشخاص المعنيين بالنقل للتعرف على ذويهم وإبداء رغبتهم في تسلم رفاتهم خلال الشهر الجاري، وإلا سيتم نقلهم إلى مقبرة "بوريسيما كونثيبثيون" في مدينة مليلة.
وتتضمن قائمة الأشخاص المعنيين بالنقل جنودا قُتلوا في المغرب خلال الفترة الاستعمارية إلى جانب موتى مدنيين، وحسب الجيش الإسباني فإن قبورهم كانت تُعاني من تدهور تدريجي وأكدت عمليات الفحص الروتينية مؤخرا أن الأمر يتعلق بأضرار كبيرة نتيجة الظروف المناخية والبيئة القاسية وأيضا بسبب عدم استقرار الأرض التي تقع عليها المقبرة.