واصل المغرب تشديد الخناق على إسبانيا، منذ اندلاع أزمة غير مسبوقة بين البلدين بسبب استقبال وتهريب مدريد لزعيم جبهة البوليساريو بوثائق مزورة، ولعب ورقة جديدة في مسلسل الضغط الذي يمارسه على جارته الشمالية، من خلال استثناء موانئها من عملية "مرحبا 2021" واللجوء إلى موانئ فرنسا وإيطاليا، وأخيرا البرتغال. وأجرى المغرب مباحثات مع السلطات البرتغالية بهدف جعل ميناء بورتيماوو في البرتغال ميناء للعبور، من خلال فتح خطوط ملاحية جديدة من هذا الميناء باتجاه ميناء طنجة المتوسط.
ميناء بورتيماوو، الذي يبعد عن الحدود البرتغالية الإسبانية بحوالي 120 كلم، سيكون محطة العبور بالنسبة لمغاربة إسبانيا، وخاصة القاطنين في إقليم الأندلس والجنوب الإسباني، بما أن العبور نحو المغرب بالنسبة لهاته الفئة سيكون صعبا جدا ومكلفا من أقرب ميناء وهو سيت الفرنسي.
وأدى استثناء موانئ إسبانيا من عملية مرحبا إلى استياء مغاربة الجنوب الإسباني، حيث كانت هذه الفئة ستقطع ما لا يقل عن 1500 كلم في اتجاه مينائي سيت أو مارسيليا، في حين ستتقلص هذه المسافة إلى 250 كلم نحو ميناء بورتيماو البرتغالي.
ومن المرتقب أن يقلص ميناء بورتيماوو البرتغالي مدة الرحلة من الجنوب الإسباني إلى المغرب إلى النصف، بالإضافة إلى تقليص التكلفة التي حددتها مصالح مديرية الملاحة التجارية التابعة لوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، في 995 أورو للعائلة المتكونة من 4 أفراد للتذاكر ذهابا وإيابا بالسيارة بالنسبة للخطوط طويلة المدى، و450 أورو للعائلة المتكونة من 4 أفراد بالنسبة للخطوط متوسطة المدى.
وستنضاف هذه الخطوط لتلك المبرمجة بفرنسا وإيطاليا خلال هذه السنة، بطاقة استيعابية أولية تصل إلى 20 ألف مسافر و5 آلاف عربة أسبوعيا، وكذا تعبئة باخرة إضافية على خطي مرسيليا – طنجة المتوسط وجينوا – طنجة المتوسط، بطاقة استيعابية تبلغ 4 آلاف مسافر وألف عربة أسبوعيا.
وبالتالي، يضيف البلاغ، فإن الطاقة الاجمالية ستبلغ حوالي 48 ألف مسافر وما يفوق 15 ألف عربة أسبوعيا، مما سيمكن من تغطية المرحلة المتوقعة للعبور، من 15 يونيو إلى 15 شتنبر 2021، بحوالي 650 ألف مسافر و180 ألف عربة.