على خلفية الأزمة التي لم تهدأ بعد بين الرباط ومدريد، والتي تعرف تصعيدا غير مسبوقا بعد توسيع الخلاف الثنائي بينهما إلى الاتحاد الأوروبي وخاصة بالبرلمان الأوروبي الذي ينظر في ملف الهجرة والقاصرين الذين دخلوا سبتة، تقدم به برلمانيون اسبان ضد المغرب، استهجن المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، سعي بعض الأوساط الإسبانية لتوظيف هجرة القاصرين، والتي عبر بشأنها المغرب عن موقفٍ إيجابي وواضح، في صرف الانتباه عن الأسباب الحقيقية للأزمة السياسية الثنائية، والناجمة عن تنكر إسبانيا للثقة المغربية، وعن إساءتها الجسيمة لمبادئ وقيم التعاون وحُسن الجوار. وأعرب المكتب السياسي للحزب في بلاغ له أصدره عقب اجتماع عقد بالرباط، توصل "الايام24″، بنسخة منه، عن خيبة أمله ورفضه لسعي بعض الأوساط في البرلمان الأوربي نحو استعمال موضوع الهجرة السرية عموماً، وخاصة هجرة القاصرين، وإقحامه في هذه الأزمة الثنائية الخالصة.
وأكد حزب التقدم والاشتراكية أنَّ مثل هذه المناورات غير المُجْدية لن تُساهم في توطيد علاقات أوربا بالمغرب. كما أنها لن تُثْنِيَ المغرب عن مواصلة الدفاع على تحصين وتثبيت وحدته الوطنية والترابية، ولن تُعفي أبداً إسبانيا من ضرورة تَحَمُّلِ مسؤوليتها الأصلية في هذه الأزمة.
إلى ذلك سيعقد البرلمان الأوروبي غدا الخميس جلسة للتداول في قرار قد يدين المغرب، وذلك بعد أن تحركت الأحزاب الإسبانية على مستوى البرلمان الأوروبي، منذ اليوم الأول للأزمة من أجل إدانة المغرب والدفاع عن مواقف إسبانيا بخصوص أحداث سبتة.
واعتبر الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، أن إدراج مشروع قرار بالبرلمان الأوروبي حول "توظيف مزعوم للقاصرين من طرف السلطات المغربية" في أزمة الهجرة في سبتة، "مبادرة تتنافى تماما مع جودة التعاون القائم بين البرلمان المغربي والبرلمان الأوروبي"، وأنها "تندرج في إطار محاولات لصرف الانتباه عن أزمة سياسية ثنائية خالصة بين المغرب وإسبانيا".
وأضاف: "كما يعلم الجميع، فإن هذه الأزمة ليست مرتبطة بالهجرة، وإنما بدخول شخص متابع أمام العدالة الإسبانية لارتكابه جرائم جسيمة ضد ضحايا إسبان، بطريقة احتيالية"، في إشارة إلى دخول زعيم "البوليساريو" إلى الأراضي الإسبانية للعلاج بهوية جزائرية مزيفة وبتنسيق بين السلطات الإسبانية والجزائرية.