انطلقت في المغرب، الإثنين، مناورات "الأسد الإفريقي 2021″، وتشمل لأول مرة مناطق في الأقاليم الجنوبية للمملكة، بمشاركة 9 دول تمثل 3 قارات. وستتواصل هذه التدريبات إلى غاية 18 يونيو الجاري بمناطق أكادير، تيفنيت، طانطان، المحبس، تافراوت، بن جرير والقنيطرة، بمشاركة الآلاف من الجيوش متعددة الجنسيات وعدد كبير جدا من المعدات البرية والجوية والبحرية.
وقال الجنرال دوكور دارمي، بلخير الفاروق، قائد المنطقة الجنوبية للقوات المسلحة الملكية، في كلمة بالمناسبة، "لقد بلغ هذا التدريب، بلا شك، درجة من النضج تشهد على متانة علاقات التعاون بين جيوشنا".
وأضاف الجنرال بلخير الفاروق، الذي أشرف سابقا على عملية الجيش في معبر "الكركرات" بطرد عناصر البوليساريو، أنه "من المناسب التأكيد على أن التحولات الجيوسياسية العالمية، تحمل معها مجموعة من التهديدات والتحديات التي تختبر العمل العسكري، الذي يجب أن يكون متعدد الجنسيات أكثر فأكثر من أجل فهم أفضل للطوارئ والاكراهات في مواجهة التهديدات المختلطة، والتي تتطلب أساليب عمل غير مألوفة".
من جهته، أكد الجنرال أندرو روهلينغ، نائب قائد الجيش الأمريكي بأوروبا وإفريقيا، أن الأسد الأفريقي هو "أكبر تدريبات عسكرية أمريكية في القارة الإفريقية".
وأضاف روهلينج: "لقد طورنا تمرينا سيوفر تدريبا جيدا لجميع المشاركين مع الحفاظ على صحة وسلامة الجميع"، مشيرا إلى أن الأسد الإفريقي يقدم تدريبا يتسم بالواقعية والدينامية والجاهزية، و"معا، سنعمل على تحسين العمل المشترك والتعاون متعدد الجنسيات، مع خلق روابط متينة بين القوات المسلحة المشاركة".
ويعتقد أن مشاركة قوات الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى جانب المغرب ودول أخرى، في مناورات "الأسد الإفريقي 2021′′، بمناطق الأقاليم الجنوبية للمملكة، يعد مكسبا حقيقيا للمملكة، ويأتي في الوقت الذي تدعي فيه جبهة "البوليساريو"، القيام بعمليات قصف وهمية لمنطقة "المحبس"، في إطار خرقها لاتفاق وقف إطلاق النار.
في هذا الصدد، قال الخبير في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية عبد الرحمان المكاوي، ل"الأيام24″، إن مناورات الأسد الإفريقي 2021، خضعت لتقييم شامل من طرف البنتاغون الأمريكي، هذا التقييم يشمل فعالية العتاد وجهوزية الأفراد المشاركة في هذه المناورة العسكرية، كما تم تقييم حتى الاستراتيجية والتكتيكات المستعملة.
وأضاف الخبير العسكري، أن "هذه التمرينات تشمل حتى تقييم التضاريس والمناخ التي ستجري فيه تلك المناورات، كما ستشمل هذه السنة القطاعات العسكرية الثلاث البرية والجوية والبحرية في تضاريس مختلفة، وبمشاركة لأول مرة قوات النخبة الأمريكية المارينز.
وأوضح المكاوي، أن "مناورات "الأسد الإفريقي 2021″، ستكون مناسبة لدخول بعض الأسلحة الجديدة، فيما يخص محاربة الإرهاب والاستطلاع والتجسس والمراقبة، وانتشار القوات العسكرية، التي ستستفيد من هذه المناورات استفادة كبيرة، سواء على مستوى الأسلحة أو التكتيكات والإستراتيجيات الجديدة، خاصة أن المغرب وأمريكا يعرفان أن منطقة شمال إفريقيا منطقة ملتهبة وتتطور بتطور التحديات، لذا وجب تطور الاستراتيجية العسكرية للمغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية.
يشار إلى أن النسخة السابعة عشرة من هذا التمرين تعرف، بالإضافة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المغربية، مشاركة بريطانيا والبرازيل وكندا وتونس والسنغال وهولندا وإيطاليا، فضلا عن الحلف الأطلسي ومراقبين عسكريين من حوالي ثلاثين دولة تمثل إفريقيا وأوروبا وأمريكا.
كما أن هذا التمرين، الذي يعتبر من بين أهم التدريبات المشتركة في العالم، له أهداف متعددة من بينها : تعزيز قدرات المناورة للوحدات المشاركة؛ وتعزيز قابلية التشغيل البيني بين المشاركين في تخطيط وتنفيذ العمليات المشتركة في إطار التحالف؛ وإتقان التكتيكات والتقنيات والإجراءات؛ وتطوير مهارات الدفاع السيبراني؛ وتدريب المكون الجوي على إجراء العمليات القتالية والدعم والتزويد بالوقود جوا؛ وتعزيز التعاون في مجال الأمن البحري وإجراء التدريبات البحرية في مجال التكتيكات البحرية والحرب التقليدية؛ وأخيرا، القيام بأنشطة إنسانية.
وتشتمل النسخة 17 "للأسد الإفريقي 2021′′، بالإضافة إلى التكوين والمحاكاة في مجال أنشطة القيادة وكذا التدريب على عمليات مكافحة المنظمات الإرهابية العنيفة، على تمارين للقوات البرية والجوية والبحرية، بالإضافة إلى تمارين التطهير البيولوجي والإشعاعي والنووي والكيميائي.