قال محمد بودن، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، إن الاتصال الهاتفي الذي أجراه الملك محمد السادس، مع الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز ،اليوم الثلاثاء، على خلفية تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، حول موريتانيا والتي أثارت أزمة جديدة بين البلدين، هو تعبير عن نضج الدولة المغربية. وأوضح بودن ل"الأيام24"، أن الاتصال الملكي بالرئيس الموريتاني هو تعبير عن نضج الدولة المغربية التي لا تستدرج لفخ التوترات الإقليمية، وهو تعبير كذلك عن استراتيجية بلد وليس موقف فرد كما أنه إشارة واضحة تؤكد موقف المغرب من المس بسيادة البلدان. وأضاف أن الاتصال الملكي بالرئيس الموريتاني، هو كذلك قطع للطريق على خصوم مصالح المغرب الذين يريدون تسويق صورة سيئة عن المغرب كدولة " توسعية " لعرقلة عودته للاتحاد الافريقي، ويمكن القول أن هذه الدينامية ليست طارئة وإنما جاءت في سياق توافر فيه قدر كبير من التخطيط وحساب الخطوات. واعتبر أنه يمكن القول أن واقعية السلطات المغربية كان لها تأثير كبير في تشكيل العوامل الحاكمة لتوجهات السياسة الخارجية، و يجب التأكيد على أن Néo _ Realism " الواقعية الجديدة " للمغرب في تدبير علاقاته أصبحت محيرة للبعض ومفاجئة للبعض الآخر. وأكد أن الواقعية الجديدة ترتكز كفكرة عامة على الموقع الجيو _ سياسي والحدود والخرائط والمعطيات الجامعة سواء كانت تاريخية أو اجتماعية. ووفقا لهذه الاستراتيجية وعبر سلوك الدولة الدبلوماسي، -يضيف المحلل المغربي- يظهر أن المغرب انتهج منطق التفهم والتفاهم تجاه موريتانيا وتبديد أي سوء فهم محتمل ناتج عن تصريح بإيعاز أو من تلقاء النفس، وأن الاشتغال يتم في إطار منظومة متكاملة تتعامل مع الحقائق الإقليمية بمرونة. وأشار إلى أن الملك محمد السادس بإرساله لرئيس الحكومة و الوزير المنتدب في الخارجية هدفه هو التعبير عن رغبة المغرب في بناء علاقات غير قائمة على سوء الفهم الكبير بين البلدين وتعديل موريتانيا لخياراتها في المنطقة وعدم إضافة إرباك آخر للمشهد المغاربي وهو ما يمكن أن يلعبه لقاء بين قائدي البلدين في المستقبل. وذكر بيان للديوان الملكي أن الملك محمد السادس، “أجرى صباح اليوم، اتصالاً هاتفياً مع محمد ولد عبد العزيز، رئيس الجمهورية الاسلامية الموريتانية". وجدد محمد السادس للرئيس الموريتاني، خلال هذا الاتصال، التعبير عن دعمه ومشاعر الصداقة الراسخة، وكذا تشبته بعلاقات حسن الجوار والتضامن بين البلدين، المبنية على روابط عريقة وأسرية والتي ظلت على الدوام قائمة بين الشعبين. وحرص الملك محمد السادس على التأكيد للرئيس الموريتاني أن المغرب يعترف بالوحدة الترابية للجمهورية الإسلامية الموريتانية، وفقاً لمقتضيات القانون الدولي. وعبر قائدا البلدين، أيضاً عن عزمهما على الحفاظ على هذه العلاقات من كل محاولة للمس بها، أيا كان مصدرها أو دوافعها.