في خطوة استفزازية، أقام مقاتلو جبهة "البوليساريو" المدعومة من الجزائر في الأيام الأخيرة موقعا عسكريا جديدا في الصحراء المغربية بالقرب من منطقة كركرات على مسافة قريبة جدا من الجيش المغربي، ما يثير مخاوف من تصعيد عسكري جديد. وتأتي خطوة البوليساريو بالتزامن مع نشاط كثيف للدبلوماسية المغربية الهادئة في إفريقيا ضمن جهود المغرب لاستعادة مقعده في الاتحاد الإفريقي وأيضا على اثر سحب العديد من الدول الإفريقية اعترافها بما يسمى ب"الجمهورية الصحراوية". ولم تقف التطورات في منطقة "الكركرات"، عند هذا المستوى، بعدما أكدت مصادر متطابقة، أن المغرب قد خطا خطوة عسكرية في أزمته الصامتة مع موريتانيا، حيث قامت القوات المسلحة الملكية بتمشيط مناطق تقع على الحدود مع موريتانيا، بعد أن أرسلت الرباط حشودا وعتادا عسكريا إلى الحدود مع موريتانيا. وتعليقا على هذه التطورات غير المسبوقة، قال عبد الرحمان مكاوي، الخبير في الدراسات العسكرية والاستراتجية، إن محاولات "البوليساريو" استفزاز المغرب، في منطقة "الكركرات"، تظهر تخبط لدى النظام الجزائري الذي ينعكس على الأذرع الاستخباراتية الجزائرية من بينها الجبهة. وأوضح الخبير العسكري في تصريح ل"الأيام24"، أن هذه الاستفزازات هي محاولة كذلك للتشويش على الزيارات الملكية الناجحة خاصة في إفريقيا سواء في مدغشقر أو أثيوبيا أو نيجيريا مؤخرا، وكذلك جاءت عقب فشل المنتدى الإفريقي لرجال الأعمال الذي كان عبارة عن مسرحية مرت على المباشر في التلفزيون الجزائري وأظهرت صراعات الأجنحة داخل النظام الجزائري. وفي رده على سؤال حول ماراج حول إقامة الجبهة نقط مراقبة في منطقة "الكركرات"، بين المغرب وموريتانيا، اعتبر مكاوي، أن ذلك هو نتيجة الغموض الكبير الذي أصبح يميز السياسية الموريتانية اتجاه المغرب، وهذا الغموض قد تكون له انعكاسات خطيرة على أمننا القومي، خاصة في الجنوب. وأشار إلى أن المغرب له مجموعة من الأوراق قد يستعملها لردع موريتانيا التي تنحاز شيئا فشيئا للسقوط في أحضان المخابرات الجزائرية، التي أصبح نفوذها يتزايد بشكل خطير وأصبحت تملي بعض السياسات على القادة الموريتانيين. تجدر الإشارة إلى أن تحركات الجيش المغربي تأتي بعد أنباء عن سماح موريتانيا لجبهة البوليساريو بدخول التراب المغربي وتساهلها، حيث انتشرت صور لمجندين ضمن الجبهة ولإبراهيم غالي نفسه قرب المحيط الأطلسي وهو ما يشكل استفزازا غير مقبول بحسب مراقبين . كما جاءت الخطوة كرد فعل للمغرب على رفض موريتانيا لمساعي العرقلة التي تخوضها مع خصوم الرباط لعرقلة عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي من جهة أخرى، ناهيك عن استقبال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مؤخراً مبعوثاً من جبهة البوليساريو يحمل رسالة من زعيمها إبراهيم الغالي.