تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام، صورة الممثلة المغربية "المنسية" نجاة، بعد ظهورها المتواضع على البساط الأحمر الخاص بالمهرجان الدولي للسينما في مراكش. الصورة أثارت استياء البعض منهم مدعين أن إطلالتها لم تكن في مستوى مهرجان دولي يعكس صورة المغرب عند العالم، ومن جهة آخر تضامن العديد معها لكونها الممثلة الفائزة بعدة جوائز والتي غدر بها الوقت لتصبح بائعة سجائر. نجاة بن سلام -33 سنة- ممثلة مراكشية كان أول دور لها وآخره في فيلم "رجاء" سنة 2002، والذي حازت عليه جائزة أحسن ممثلة في مهرجان البندقية بإيطاليا، وكانت وقتها أول إمرأة عربية تفوز بهذه الجائزة، ثم بعدها جائزة أحسن دور نسائي في مهرجان مراكش سنة 2003 لتختفي بعدها عن الأنظار.
14 سنة من الإهمال والنسيان، جعلت نجاة تشتغل كخادمة في البيوت وبائعة للسجائر من أجل توفير لقمة عيشها، قبل أن تتلقى دعوة لحضور فعاليات الدورة السادسة عشرة من المهرجان الدولي للسينما في مراكش، حيث أملت في أن تعود مرة أخرى إلى الأضواء وتحظى في هذه المناسبة بعمل يعيد إليها مجدها وثقتها بموهبتها.
نجاة لم يمنعها فقرها من المجيء إلى المهرجان، واختارت إطلالة بسيطة أعابها العديدون، خصوصا السروال "التقليدي" الذي ظهر من تحت قفطانها، بعدما ألفوا رؤية "القفطان المحلول العاري" على البساط الأحمر، هذا السروال الذي أجبرت على إرتدائه بسبب إصابتها بكسر في ساقيها منذ مدة قصيرة، حيث نصحها الأطباء بحماية ساقيها من البرد بإرتدائه دائما. هذه الحملة التي شنها رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نجاة بعد نشر صورتها في جميع المواقع والصفحات الالكترونية، حطمت حلم وإرادة نجاة بالعودة إلى التمثيل، وفي نفس الوقت جعلت منها "سندريلا" ليلة واحدة. بهية بنخار، نائبة المدير العام لراديو بلوس، كانت هي الساحرة في قصة "السندريلا" ... حيث تواصلت مع مصممة الأزياء "صوفيا الحرابيشي" من أجل مساعدة نجاة في إطلالتها المقبلة على البساط الأحمر، وجعلها في مقام باقي الممثلين والمشاهير المغاربة، كما قامت -المصممة- بإهدائها "القفطان" الأبيض لتحتفظ به كذكرى لهذه الليلة التي اعتبرتها "نجاة" ليلة عرسها. قصة نجاة، هي واحدة من القصص التي تتردد على مسامعنا كثيرا.. قصص فنانين مغاربة ُهملوا بعد مسيرة فنية طويلة، وبعدما تغلب المرض أو السن عليهم، ولم يجدوا أمامهم "ساحرة" لتغير حياتهم للأفضل وتنهي قصصهم بنهاية سعيدة.