قصة مثيرة تلك التي ذكرتها صحيفة الخبر الأسبوعية الموريتانية، في عددها الاول الصادر يوم الثلاثاء 16 مارس 2021.
وأفادت الصحيفة وفق ما نقلت أنباء ، في كرونولوجيا للأحداث التي اعقبت تأمين معبر الكركرات من قبل الجيش المغربي كيف تحركت الجبهة نحو موريتانيا.
وقلت الصحيفة إنه فى 21 أكتوبر 2020 تلقت حكومة موريتانيا مثل بقية حكومات المنطقة خبر إغلاق الطريق التجاري الرابط بين المعبرين الموريتاني والمغربي، من طرف مدنيين صحراويين تدعمهم جبهة البوليساريو.
هذا الإغلاق تسبب في توقف مئات الشاحنات أمام المعبرين الموريتاني والمغربي بمنطقة الكركرات وشهدت أسعار الفواكه والخضروات ارتفاعا قياسيا غير مسبوق فى الأسواق الموريتانية وتعطلت إمدادات مواد أساسية عن معظم أسواق جاراتها فى إفريقيا الغربية.
طيلة ثلاثة أسابيع متواصلة فشلت مختلف الإتصالات والجهود التي قادتها بعثة الأممالمتحدة بالصحراء "مينورسو"، في إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل قطع الطريق الإستراتيجي، وما تسبب فيه من خسائر مادية لأصحاب الشاحنات التجارية وكذا الشركات التي تنشط في الربط بين القارتين الأوروبية والأفريقية.
و فى 13 نفمبر 2020 فجر الجمعة، أطلق المغرب عملية عسكرية وسط المنطقة العازلة للكركرات بالصحراء ، وطرد المجموعات التى قامت بإغلاق المعبر الذى أعيد فتحه فور انتهاء العملية الاحترافية الخاطفة. باشر المغرب فى اليوم نفسه عملية توسيع حزامه الأمني إلى ان وصل ولأول مرة إلى نقطة الحدود الأخيرة شمال موريتانيا.
14 نونبر 2020 (السبت ) الذى أعقب إعادة فتح المعبر استقبلت جهة عليا فى الدولة الموريتانية اتصالاً هاتفيا من تيندوف الجزائرية يبلغها رغبة استعجالية لدى قيادة جبهة البوليساريو فى إرسال وفد رفيع المستوى إلى انواكشوط للتباحث.
بعد ساعة أُُبلِغَ المُتَّصِل، أن طلبه تحت الدراسة وسيصله الجواب قريباً .
فى 17 نونبر 2020 اتصلت الحكومة الموريتانية بجبهة البوليساريو تُبلغها أن الوقت الحالي غير مناسب للزيارة ، لكنها تفاجأت لما علمت من كلام المتحدث، أن وفدا يضم قياديين بارزين فى البوليساريو أصبح قرب حدودها البرية وخلال أقل من ساعة سيدخل ولاية تيرس آزمور.
الوفد يضم ما يسمى وزير خارجية البوليساريو محمد سالم ولد السالك، وإبراهيم محمد محمود الوزير الأمين العام لرئاسة البوليساريو، وهما عضوان في المكتب التنفيذي للبوليساريو .
قطع الوفد أكثر من 2000 ميل عبر صحارى وعرة ليصل فى اليوم الثالث إلى انواكشوط .
أقام وفد البوليساريو أسبوعا كاملا فى فندق 'موري سانتر' وسط العاصمة دون ان تسجل زيارة مسؤول موريتاني كبير لذلك الفندق طيلة فترة إقامة الوفد المذكور.
صحيفة '' القدس العربي'' الدولية كانت نقلت عن مصادر خاصة، أن وزير الخارجية الموريتاني ولد الشيخ أحمد، تعمد فى الترتيب البروتوكولي للإستقبالات اليومية تأخير استقبال وفد البوليساريو وقدم عليه، كلا من سفير بريطانيا و سفير الولاياتالمتحدة .
مصادر أخرى ذكرت أن الحكومة الموريتانية لم تخف عن الوفد الزائر غضبها الشديد من خطوة إغلاق معبر الكركرات، أو على الأقل إخطارها بذلك كما تنص الإتفاقية الخاصة المتعلقة بالمعبر التى وقعتها قيادة الجبهة مع رئيس موريتانيا الأسبق معاوية ولد سيدى أحمد الطايع.
وحسب تلك الإتفاقية تلتزم البوليساريو ،عدم التعرض لمعبر الكركرات بما قد يؤذى موريتانيا و أن كل إجراء يتعلق بالمعبر ستقوم به البوليساريو يمكن ان يؤثر على وضع المعبر يتم إخطار الحكومة الموريتانية به قبل الشروع فى تنفيذه'.
غادر وفد البوليساريو انواكشوط ولم يصدر بيان رسمي من الحكومة الموريتانية بعد ذلك.
في 23 نزنبر 2020، الرئيس الموريتاني، سيعود وزير خارجية البوليساريو، محمد سالم ولد السالك إلى نواكشوط حيث سيستقبله الرئيس محمد ولد الغزواني، في قصر الرئاسة في نواكشوط.7
وبحسب مصادر محلية، فقد سلم القيادي في جبهة البوليساريو الرئيس الموريتاني رسالة من الأمين العام للجبهة إبراهيم غالي، تتعلق بتطورات قضية الصحراء.
وجاء استقبال الرئيس الموريتاني للقيادي في جبهة البوليساريو، وتسلمه رسالة من الأمين العام للجبهة، بعد يومين فقط من تلقيه مكالمة من الملك محمد السادس، اتفقا في ختامها على تبادل الزيارات.
وتتعامل موريتانيا بحذر مع قضية الصحراء، حيث بقيت على الحياد لسنوات، قبل أن تميل فترة الرئيس السابق ولد عبد العزيز جهة البوليساريو، على حساب المغرب قبل أن يعيد الرئيس الحالي ولد الغزواني كفة الحياد إلى موضعها، في انتظار ما ستسفر عليه الاتصالات المقبلة بين الرباطونواكشوط.