لم يكن اللقاء الذي جمع عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المعين، ورئيس الحزب الليبيرالي المغربي محمد زيان والمحامي إسحاق شارية، أمس الخميس، بمنزل الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بالرباط لقاء عاديا. المحامي زيان أراد من خلال هذه الزيارة إيصال مجموعة من الرسائل "إلى من يهمهم الأمر"، خاصة أن رئيس الحزب الليبيرالي عبر في حديث سابق ل"الأيام 24"، عن عدم رضاه على موقف الأحزاب الوطنية والتي وصفها ب "أحزاب الكارتون"، التي أخلفت الموعد في رأيه، بعدم جلوسها على طاولة المشاورات والوصول إلى حل من أجل تشكيل حكومة متجانسة تضم جميع الأطراف لمصلحة الوطن والشعب. تفاصيل كثيرة تحدث عنها زيان ل "الأيام 24" في هذه الزيارة، حيث أكد أنه اقترح على رئيس الحكومة من أجل الخروج من "البلوكاج" الحكومي، تفعيل الفصل 104 من دستور2011، فكان رد ابن كيران عبارة عن نكتة وهي "واحد السيد طاح من الطابق 70 وارتطم بالأرض فصرخ بقوة، فأطل عليه شخص آخر من الطابق الثاني وقالو ياك لاباس". زيان كشف أيضا، أن ابن كيران نوه بحميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال و اعتبره "راجل وعندو الكلمة"، كونه قرر الاصطفاف إلى جانبه منذ الوهلة الأولى لتشكيل الحكومة. حديث الزعيمن شمل أيضا موقف ادريس لشكر الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي، حيث استنبط رئيس الحزب الليبرالي أن رئيس الحكومة ابن كيران أصيب بخيبة أمل من هذا الموقف الضبابي لهذا "المناضل" كما وصفه ابن كيران. زيان كشف أيضا ل"الأيام 24"، أن ابن كيران وفي معرض سؤال للموقع حول قرب الإفراج عن تشكيل الحكومة أنه "كيتسنى المسافرين حتى يرجعو"، لكي يتم الحسم في التشكيلة الحكومية. لقاء ابن كيران وزيان دام قرابة الساعة ونصف، حيث أكد زيان أنه أراد أن يوصل لبنكيران وللجميع رسالة معينة، وهي أن إرادة الشعب لا بد أن تحترم وأنه لا يمكن أن يتم تجاوز الإرادة الشعبية التي صوتت على حزب العدالة والتنمية وبوأته المركز الأول، مبرزا في الوقت ذاته بأن الشعب "عندو قيمة" ولا بد أن يقول كلمته وتحترم إرادته. يشار أن الفصل 104 من الدستور المغربي، ينص على أنه يمكن لرئيس الحكومة حل مجلس النواب، بعد استشارة الملك ورئيس المجلس، ورئيس المحكمة الدستورية، بمرسوم يتخذ في مجلس وزاري. ويقدم رئيس الحكومة أمام مجلس النواب تصريحا يتضمن، بصفة خاصة، دوافع قرار الحل وأهدافه.