أعاد حادث دخول جنود جزائريين إلى فكيك إلى الأذهان أزمة الحدود المغلقة بين الجزائر والمغرب. خاصة وأن البلدين الجارين مرا في السنوات الأخيرة بكثير من الأزمات، هنا وهناك، لعدة اسباب مرتبطة أساسا بقضية الصحراء المغربية، التي توجد الجزائر كطرف أساسي داخلها من خلال دعمها لعناصر الجبهة. المغرب والجزائر بلدان شقيقان، ما يربطهما أكثر ما يفرقهما، وكانا في أوج علاقاتهما على عهد الرئيس الشاذلي بن جديد، خاصة في العام 1989 عندما تأسس اتحاد المغرب العربي في مدينة مراكش بحضور زعماء كل من تونس وموريتانيا وليبيا.
هذا التوافق والعلاقات المثينة بين الشعبين لم تنقطع إلى يومنا هذا. غير أن حادثا في مراكش سنة 1994، سيتسبب في إغلاق الحدود منذ ذلك الحين.
وتعمل الدولتان على تشديد الحماية العسكرية على الحدود البرية، إضافة إلى إنشاء أسوار عالية لمنع التسلل من الجانبين. هذا الإلاق يعتبره مراقبون ذو طابع سياسي أكثر منه اجتماعي واقتصادي لأن خذ الغاز الجزائري يعبر المغرب فعليا قرب السعيدية، بينما يزور الجزائريون المغرب لقضاء العطلة.
لكن هذا الامر لايمنع تأثر حركة التجارة بين الجارين، ما نتج عنه فشل احياء اتحاد المغرب العربي، المنظمة المسؤولة عن تكامل حركة التجارة والاقتصاد بين الدول المغاربية.
ورغم تأسيس اتحاد المغرب العربي في 1989، إلا أنه عجز عن الاجتماع في قمم اقتصادية، بسبب الخلاف السياسي بين الجارين. وعقدت آخر قمة اقتصادية في 1994.
ويتخوف مغاربة وجزائريون قرب الحدود من أن تساهم حادثة فكيك في تأجيج الخلافات السياسية.
ويشار إلى أن فلاحين مغاربة بمدينة فكيك فوجئوا يوم الخميس الماضي(18 فبراير 2021) بدخول جنود جزائريين إلى أراضيهم الموجودة شرق وادي العرجة.
مصادر محلية كشفت للأيام24 أن فلاحين بالمنطقة يستغلون تلك الأراضي الفلاحية منذ السبعينات، فوجءوا بجنود يقتربون منهم ليطلبوا منه العودة لغرب الوادي (واد العرجة) الذي يتخذ كعلامة حدودية.
وأوضحت المصادر ذاتها، أن السلطات لمحلية أكدت الاختراق، بالفعل مشيرة إلى أنه ليس الأول بل إن جنودا جزائريين سبق ودخلوا للاستفسار عن عملية، إزالة الغام كانت تشرف عليها فرقة تابعة للجيش المغربي بمنطقة الملياس.
وأوضحت مصادرنا، أن مسؤولين بالجيش المغربي توجهوا إلى فكيك، حيث عقدوا اجتماعا، مع نظرائهم بالجيش الجزائري قرب الحدود لتجاوز الخلافات.