سيشهد العالم يوم 14 نونبر الجاري حدوث الظاهرة الفلكية المعروفة باسم "القمر العملاق" (سوبر مون)، حيث يتزامن اكتمال القمر مع وصوله إلى أقرب نقطة له من الأرض في مداره البيضاوي، وسيتميز هذه المرة بأن اكتماله سيبلغ أكبر حد يسجل له حتى الآن في القرن ال21. من المعروف فلكيا أن مسافة القمر من الأرض (من المركز إلى المركز) تتراوح كل شهر تقريبا بين 357 ألف كيلومتر و406 آلاف كيلومتر استنادا إلى المدار البيضاوي الذي يسلكه القمر في دورانه حول الأرض. ووفقا لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) فإن القمر سيكون هذا الشهر في أقرب نقطة له من الأرض في هذا المدار، وبسبب ذلك سيبدو -حسب ما يظهر للعيان- أكبر حجما بنسبة 14% من الحجم الطبيعي وأكثر إشراقا بنسبة 30% من حالته وهو في أبعد نقطة في مساره حول الأرض. والاسم التقني لهذه الظاهرة هو "نقطة الحضيض لنظام الأرض والقمر والشمس" أما تسمية "القمر العملاق" فهي ليست فلكية وإنما جاء بها المنجم ريتشارد نولل سنة 1979. وقرب القمر في هذا اليوم يعني أن قوة جاذبيته المعتادة على المد والجزر ستكون أكبر، ولذا يمكن أن تحدث ارتفاعا كبيرا في المد والجزر خلال فترة الحضيض تلك. وبما أن قشرة الأرض تتأثر أيضا بجاذبية القمر وتتمدد وتتقلص بسببها، فيمكن توقع حدوث زيادة قليلة في التحولات التكتونية التي قد تؤدي إلى زلازل أو ثورات بركانية، رغم عدم وجود أدلة علمية على علاقة القمر بذلك. وقمر هذا الشهر "عملاق" على وجه الخصوص لسببين الأول أنه القمر العملاق الوحيد هذا العام الذي سيكون بدرا (القمر العملاق قد يكون هلالا أيضا)، والثاني أنه أقرب قمر بدر إلى الأرض منذ سنة 1948. ويتوقع علماء ناسا أننا لن نشاهد قمرا بهذه الضخامة مرة أخرى إلا بحلول 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2034. وحدثت ظاهرة القمر العملاق بتاريخ 10 أغسطس/آب 2014، وتكررت يوم 28 سبتمبر/أيلول 2015. وتجدر الإشارة إلى أنه يحدث في بعض الأحيان أن تتزامن ظاهرة القمر العملاق مع حدوث خسوف كلي للقمر، وآخر تزامن مثل هذا حصل في 27 و28 سبتمبر/أيلول 2015، وكانت آخر ظاهرة لمثل هذا التزامن حصلت قبل ذلك في سنة 1982 ولن تتكرر إلا عام 2033. وفي مثل هذه الحالة يميل لون القمر إلى الاحمرار نتيجة تلوث الغلاف الجوي بالأتربة والغبار البركاني، ولذلك يطلق على القمر العملاق في هذه الحالة أيضا اسم "القمر الدامي".