اجتمع، اليوم الإثنين، رئيس الحكومة المعين حديثا عبد الاله ابن كيران مع كل من الأمين العام لحزب "الاستقلال" حميد شباط، و الأمين العام لحزب "التقدم و الاشتراكية" نبيل بنعبد الله، في لقاء غير رسمي من أجل التشاور بخصوص الحزب أو الأحزاب المحتمل ضمها لباقي مكونات الإئتلاف الحكومي، بعد إعلان شباط وبنعبد الله قبولهما الدخول إلى حكومة "البيجيدي" بدون شروط. وبحسب مصادر ل "الأيام 24" فقد وجد رئيس الحكومة عبد الاله ابن كيران نفسه حائرا بخصوص باقي مكونات الائتلاف الحكومي، حيث ما زال ينقصه 17 مقعدا برلمانيا لتشكيل حكومة ذات أغلبية (تحالف البيجيدي و الاستقلال و التقدم و الاشتراكية يضم 183 برلمانيا و الأغلبية يلزمها 198 برلمانيا). وأمام ابن كيران مجموعة من الخيارات للحصول على الأغلبية، فحزب "الاتحاد الاشتراكي" يمكن أن يكون خيارا مناسبا بتوفره على 20 نائبا برلمانيا، و نفس الشيء بالنسبة للحركة الشعبية ذات ال 27 مقعدا، وتحالف الأحرار و الاتحاد الدستوري ب 56 نائبا برلمانيا، فيما من المستبعد أن يتحالف مع "البام" صاحب ال 102 مقعدا. وتوصل "الأيام 24" إلى بعض كواليس مشاورات ابن كيران و عزيز أخنوش الذي احتضنها مقر "البيجيدي" أمس الأحد، حيث عبر أخنوش لرئيس الحكومة عن رغبة "الأحرار" في الاستمرار في الحكومة، لكن بشروط. وفي الوقت الذي لم يمانع ابن كيران في تلبية رغبة أخنوش في حصول حزبه على وزارات بعينها خاصة المرتبطة بالقطب الاقتصادي، اختلف "الزعيمان" في نقطة وحيدة، وهي عندما اقترح أخنوش على ابن كيران التخلي عن حزب "التقدم و الاشتراكية"، مؤكدا أن رفاق بنعبد الله ليس لهم أي وزن سياسي بعد حصولهم على 12 مقعدا برلمانيا فقط في انتخابات ال 7 من أكتوبر، وهو المقترح الذي عارضه ابن كيران مؤكدا أنه "عطا الكلمة" لنبيل بنعبد الله ولن يفك ارتباطه بال PPS. ومن المزمع أن يجتمع عزيز أخنوش، غدا الثلاثاء، بأعضاء المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار للتباحث حول العرض الذي قدمه ابن كيران للتجمعيين، بعدما وضع أخنوش رجله الأولى داخل التحالف الحكومي. وفي سياق متصل تدافع أغلب قيادات حزب "العدالة و التنمية" على ضرورة التحالف مع عزيز أخنوش، و تجاهل حزب "الاتحاد الاشتراكي"، مستحضرين المسلسل الطويل من تشنج العلاقات بين الحزبين طيلة ال 5 سنوات الماضية. و أمام النقاش الدائر حاليا داخل "البيجيدي" سيكون ابن كيران مضطرا إلى التضحية ب "الاتحاد الاشتراكي" وربما "الحركة الشعبية" بدورها، في ظل تقاربه الكبير مع عزيز أخنوش، وهو ما أكده غياب إدريس لشكر و امحند العنصر عن الجلسة التي عقدها اليوم الاثنين ابن كيران مع كل من حميد شباط و نبيل بنعبد الله.