سارت مياه كثيرة تحت جسر العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد قرار المغرب ترسيم حدوده البحرية ، وما أعقبه من تطورات في ملف الصحراء، حيث فتحت قنصليات وتمثيليات دبلوماسية متعاقبة خلال الأشهر الأخيرة بكل من العيون والداخلة ، توجت باعتراف امريكي بالسيادة المغربية على الإقليم. هذه التطورات دفعت بمراقبين إلى التأكيد على وجود ''توجس'' إسباني من المغرب والتقارب الأمريكي المغربي.
لكن وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، قال في تصريحات جديدة امس إن بلاده والمغرب "هما شريكان موثوق بهما منذ مدة طويلة".
وأكد فرناندو غراندي مارلاسكا أن "العلاقات مع المغرب تعد إستراتيجية، وتكتسي أهمية كبيرة. فنحن شريكان موثوق بهما منذ مدة طويلة".
وأضاف وزير الداخلية الإسباني "علاقاتنا تتسم بأهمية خاصة، ونحن ننظر إلى القضايا المشتركة بنفس الثقة التي تميز علاقاتنا الثنائية".
وأشار في هذا السياق، إلى أن الاجتماع رفيع المستوى المقبل بين المغرب وإسبانيا، المقرر عقده في شهر فبراير المقبل، سيعقد على أساس مبدأ "المقاربة الشمولية"، وسينكب على بحث القضايا المرتبطة، على الخصوص، بالسياسة، والصناعة، والسياسة الخارجية، والبنيات التحتية والأمن.
وأوضح أن "الهدف هو تعزيز تعاوننا في هذه المجالات خلال هذا الاجتماع المهم"، مشددا على الطابع "الشمولي" الذي يميز العلاقات القائمة بين البلدين.
ويمكن أن تشمل هذه المباحثات التنائية التي تأجلت غير مرة، قضية الصحراء، بعد الاعتراف الأمريكي الأخير وترسيم الحدود البحرية المغربية، هما امران دفعا وزيرة الخارجية الإسبانية ارنشا غونزاليز لايا الى الخروج بتصريحين منفصلين، الاول في يناير من العام لماضي، حول ترسيم لحدود قالت فيه '' إن"المغرب له حق اتخاذ القرار، مع واجب احترام الفضاء البحري لاسبانيا، ولهذا علينا اننشتغل بشكل مشترك على هذا الترسيم، وخصوصا انطلاقا من معاهدة الاممالمتحدة المتعلقة بقانون البحار".
وكان المغرب قرر في السادس عشر من دجنبر 2019 "بسط سيادته على المجال البحري، ليمتد حتى أقصى الجنوب"، ليشمل المياه الإقليمية لإقليم الصحراء.
اما تصريحها الثاني فجاء بعد الاعتراف الامريكي بمغربية الصحراء ، في دجنبر الماضي، حيث اكدت عن وجود اتصالات بين بلادها وفريق الرئيس الأمريكي المنتخب حديثا "جو بايدن" ، من أجل التراجع عن قرار اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بالصحراء المغربية.
وأشارت المسؤولة الإسبانية خلال برنامج إذاعي، أن موقف إسبانيا رافض تماما للتوجه الأحادي في العلاقات الدولية، معتبرة أن ''ملف الصحراء من اختصاص الأممالمتحدة فقط، ولا يحق لطرف واحد أن الحسم فيه''.