لفت المغرب الأنظار بعد زيارة الوفد الأمريكي الهام لمدينة الداخلةوالعيون وحضور افتتاح القنصلية الأمريكية المنتظرة. فحدث الزيارة التي قام بها ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية الأمريكية والسفير الأمريكي المعتمد بالرباط، وارتدائهم للباس التقليدي الصحراوي، لم يكن عاديا، لأنه حمل معه مجموعة من الإشارات التي قهرت الخصوم، وأيضا أكدت أن الولاياتالمتحدةالأمريكية جادة في قراراتها بل وملتزمة بها أيضا. أحمد نور الدين الباحث في القضايا الدولية وخبير في قضية الصحراء قال في تصريح ل"الأيام24″، إن زيارة ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية الأمريكي، للعيون والداخلة بالأقاليم الجنوبية للمملكة، هي ذات صبغة خاصة، حيث حملت معها مجموعة من الإشارات الإيجابية حول جدية والتزام الإدارة الأمريكية بقراراتها مع المغرب. وأوضح المحلل السياسي، أن هذه الزيارة الخاصة، هي وفاء بالالتزامات الأمريكية التي قطعتها الولاياتالمتحدة والرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع المغرب منذ شهر، حينما اعترفت أمريكا بإعلان رئاسي، بمغربية الصحراء وبالسيادة المغربية الكاملة على الأقاليم الجنوبية للمملكة وهو القرار الذي نشر فيما يشبه الجريدة الرسمية المغربية، ما يعني، يوضح المتحدث، أنه أخذ الصفة القانونية الكاملة لدى الولايات كما أنه وزع في رسالة من الممثلة الدائمة للولايات المتحدة على أعضاء مجلس الامن كوثيقة رسمية من مجلس الأمن الدولي. وبالتالي، يورد المتخصص في القضايا الاستراتيجية في حديثه للموقع، فإن هذه الزيارة أيضا جاءت وفاء بالتزام الإدارة الأمريكية، بافتتاح قنصلية أمريكية، على الرغم من تشكيك الإعلام الجزائري والانفصالي في هذه الخطوة، حيث أنهم لم يفهموا بسبب عجزهم اللغوي والإدراكي ما كان يقصده مساعد وزير الخارجية الأمريكي في كلمته بخصوص القنصلية الأمريكية الافتراضية في انتظار الافتتاح الرسمي لمقر القنصلية الامريكيةبالداخلة. وخلص نور الدين بالقول ، أن الإشارات التي حملتها زيارة الوفد الأمريكي الهام بحضور السفير الأمريكي بالرباط، للمقر الجديد الذي سيحتضن مقر القنصلية في الداخلة والزيارة التي سبقتها في العيون والجولة التي قام بها شينكر في الشوارع هي إشارات قوية للخارج وللخصوم، وهي على أنه فعلا المغرب يمارس سيادته وأن هذه الأقاليم ليس فيها أي نوع من أنواع الصراع الداخلي حول مغربية الصحراء ، وأن الإشكال موجود فقط في عقول النظام الجزائري ثم في تندوف. وجولة العيون، للمسؤول الأمريكي، يؤكد المحلل السياسي، حملت إشارة إلى العالم بأسره، أنها مدينة من المدن المغربية التي تعيش في أمن وأمان واستقرار وكل ساكنتها فرحين ومعتزين بمغربيتهم وانتمائهم لهذا الوطن والأمة المغربية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ. من جهة أخرى وبخصوص تأثير الزيارة على تطور ملف الصحراء المغربية، فقد أوضح أحمد نور الدين، أن زيارة الوفد الأمريكي للداخلة، تعطي إشارة أن هذه الخطوة ستكون لها تبعات إيجابية على تدبير ملف الصحراء على مستوى مجلس الامن بالنظر إلى كون الولاياتالمتحدة هي حاملة القلم في كل القرارات التي تخص الصحراء المغربية حيث رأينا بداية هذا التحول من خلال الرسالة التي وزعت بالمجلس حول اعتراف الولاياتالمتحدة بمغربية الصحراء.