حمّل عبد العزيز العمري رئيس مجلس مدينة الدارالبيضاء مسؤولية غرق مدينة الدارالبيضاء في البرك المائية والأوحال بسبب الأمطار الغزيرة التي تهاطلت خلال الأسبوع الجاري، إلى شركة "ليديك" المفوض لها بتدبير قطاع الماء والكهرباء على مستوى 20 جماعة بالعاصمة الاقتصادية، لكن مصدرا مسؤولا في المجلس أوضح ل"الأيام24″ أن معركة لم تنته بعد بين العمري والشركة أعادتها الحالة الجوية إلى واجهة الملفات المطروحة بقوة على طاولة مسيري شؤون المدينة. العمري الذي اتصلنا به أكثر مرة دون أن نتلقى منه جوابا، قال أثناء حضوره ضيفا على القناة الثانية إن مجلس المدينة يربطه عقد مفوض مع شركة "ليديك" يعود إلى سنة 1997، وإنها الوحيدة الملزمة بصيانة الشبكة على طول السنة، موضحا أنها أخبرت مجلس المدينة بقيامها بأعمال صيانة قبل فصل الشتاء وذلك في شهر أكتوبر الماضي. ثم قال للقناة الثانية إن دور المنتخبين الذين يشكلون المجلس هو نقل شكايات ومعاناة المواطنين، وعلى شركة ليديك أن تتدخل بشكل استباقي بعد ورود النشرات الإنذارية لمديرية الأرصاد الجوية، يضيف عبد العزيز العمري. أما الشركة المفوضة بتدبير هذا القطاع في المدينة فقد اكتفت ببلاغ وحيد نشرته صباح يوم الأربعاء تعلن فيه عن " تعبئة فرقها وتعزيز وسائلها الخاصة للتدخل الميداني للحد من تأثير التساقطات المطرية القوية"، وذكرت أن هذه الأمطار الغزيرة كان لها تأثير بشكل خاص في مناطق (لهراويين، مديونة، تيط مليل، أهل الغلام، دار بوعزة، بوسكورة، حي السدري، مولاي رشيد، عين الشق و الحي الحسني). وللحد من تأثير هذه التساقطات المطرية القوية، يضيف بلاغ "ليديك" ، عبأت الشركة 358 عونا ضمنهم أطر و عمال التدخلات المختصين في مجال التطهير السائل، و233 وحدة (17 شاحنة تطهير كبيرة، و19 شاحنة تطهير صغيرة، و58 مضخة، و132 عربة نقل كبيرة و صغيرة، و7 سيارات رباعية الدفع)، و ذلك من أجل تأمين مختلف التدخلات على مستوى شبكة التطهير السائل. غير أن عددا من المواطنين أدلوا بشهاداتهم ومعايناتهم ل"الأيام24″ أغلبهم يتهم الشركة بالتقصير وعدم تحملها المسؤولية الكاملة للتدخل بشكل فوري خلال الساعات الأولى التي كانت فيها إشارات واضحة تنذر بقدوم الأسوأ. مصدر مسؤول فاتحه "الأيام24" في الموضوع ربط تصريح عبد العزيز العمري بمعركة اندلعت منذ تقلده المسؤولية بسبب محاولته إخضاع شركة "ليديك" للمراقبة كما هو الشأن بالنسبة لباقي القطاعات التي تراقبها شركات التدبير المفوض. وتعليقا على تصريح العمري، أوضحت "ليديك" عبر صفحتها الرسمية في موقع فيسبوك أنها تنجز مهامها في إطار عقد التدبير المفوض الذي يحدد التزامات المفوض له من حيث استغلال الشبكات و الاستثمارات، وعلى الخصوص تقول الشركة :" برنامج صيانة و تنظيف الشبكات و المنشآت طيلة فترات السنة، والتشغيل الجيد لأكثر من 6800 كلم من شبكات التطهير السائل، وأكثر من 150 محطة للضخ و 130 حوضا لتجميع المياه المطرية. كما يقوم المفوض له بأعمال وقائية عديدة لصيانة المنشآت و تقوية القدرة على التحويل لنظام تجميع المياه العادمة و المطرية". وحاولت الشركة من خلال منشورها تقديم مرافعة دفاعية عن اتهامات العمري، من خلال قولها إنها تقوم "بشكل تلقائي و أكثر مما هو ضروري و خاصة استعدادا لفصل الأمطار" بتفعيل برنامج للصيانة الوقائية و التنظيفية لشبكة التطهير السائل، برنامج للتنظيف اليدوي و المائي للشبكة، جولات دورية لمراقبة جميع النقط الحساسة قبل، أثناء و بعد كل تساقط للأمطار، و ذلك على مستوى جميع النقط الحساسة للتأكد من تشغيلها الجيد و إنجاز عمليات الصيانة عند الحاجة". "ليديك" ذكرت أيضا أنه منذ انطلاق التدبير المفوض سنة 1997، استثمر المفوض له حوالي 26 مليار درهم تم تخصيص 45 في المائة منها للتطهير السائل، مما مكن من إزالة العديد من النقط المعرضة للفيضانات. و قد احترمت ليدك الالتزامات الاستثمارية التعاقدية و التي تتواصل في السنوات المقبلة وفقا لمقتضيات عقد التدبير المفوض و احتراما للمخطط المديري للتطهير السائل، وفق نص التوضيح الذي نشرته الشركة. كما أرجعت غرق المدينة بالمياه إلى الهطول الغزير للأمطار الذي بلغ 70 ميليمتر في بعض المناطق، وهي أمطار تتكرر مرة كل خمسين سنة، وأضافت أن "التدفقات المسجلة هي ناتجة بالأساس عن امتلاء الشبكات في النقط الحساسة المحددة على أنها لا يمكنها استيعاب الأمطار التي تتميز بحدتها القوية و في المناطق التي مازالت لا تتوفر على شبكات التطهير السائل لمياه الأمطار".