تعرض عدد من سائقي عربات طرامواي بمدينة الدارالبيضاء لأمراض وصفوها ب"المِهنية"، خاصة على مستوى أعصاب اليد اليسرى، التي تستعمل في التحكم والقيادة. وحسب تقارير طبية اطلعت عليها "الأيام 24"، فعدد المتضررين في صفوف سائقي طرامواي البيضاء بلغ 12 شخصا، من بينهم ثلاث حالات مصرح بها بصفتها أمراضا مهنية.
وفي نفس السياق، اشتكى المكتب النقابي لشركة "كازاطرام"، في تقرير له، توصل "الأيام 24" بنسخة منه، من ارتفاع الغياب في صفوف السائقين، مشيرا إلى أنه حذر الإدارة في مرات متكررة ودق ناقوس الخطر بخصوص هذا الأمر، مرجعا السبب في ذلك إلى السياسة التي تنهجها الإدارة.
كما احتجت النقابة على ساعات العمل المخصصة للسائقين، حيث جاء في التقرير أن هذه الفئة تشتغل 48 ساعة في الأسبوع، ما يعني تجاوز الحد المنصوص عليه في مدونة الشغل، مشيرا إلى أن كل هذه المشاكل أنتجت إرهاقا شديدا في صفوف السائقين وتدهورا في حالتهم الجسدية و النفسية.
في المقابل، نفى ياسن بن امبارك، مدير التواصل بشركة "كازاطرام" في تصريح مقتضب ل"الأيام 24"، أن "يكون السائقون قد تعرضوا بالفعل لأمراض مهنية"، مشيرا إلى أنه "يجب أن ننتظر 10 سنوات أو عشرين سنة حتى نتأكد بالفعل إن كانت مهنية أو لا".
قبل أن يستطرد قائلا: "اكتشفنا أن هناك شخصين فقط يعانيان فعلا من أمراض مهنية، في حين أن الباقي يدّعون المرض ولا نعرف سبب ذلك ".
كما توصلت "الأيام 24" برد رسمي من شركة "كازاطرام"، المفوض إليها خدمة النقل العمومي الحضري بالطرامواي، تؤكد فيه أنها تحترم كل القوانين التنظيمية بالمغرب وكذا المعايير المعمول بها دوليا، بما في ذلك الأحكام التي تفرضها الشركة والمتعلقة بساعات العمل.
وأوضحت الشركة أنها تطرقت لكل حالات السائقين الذين لم يعد بمقدورهم القيادة، حيث قالت: فيما يتعلق بالحالات ذات عجز نهائي وبحسب ما يمليه القانون، فقامت "كازاطرام" بتحويل ملفاتهم لشركة التأمين التي لم تحدد لحد الساعة أي رابط يجمع بين العجز وسياقة الطرامواي.
كما أوضحت أنها تحرص على راحة عمالها، وتواكب تطور حالتهم الصحية، بالإضافة إلى أنها تضع تحت إشارتهم كل ما يلزم لكي يتمكنوا من الالتحاق بعملهم في أقرب وقت ممكن أو اقتراح وظائف أخرى في حالة توفرهم على الكفاءات الضرورية لها.