عرفت شركة "كازاطرام"، الموكل إليها استغلال خط "الطرامواي" الأول بمدينة الدارالبيضاء، ظهور العديد من الأمراض المهنية في صفوف السائقين، خاصة على مستوى أعصاب اليد اليسرى. وبلغ عدد المتضررين 12 سائقا، أي ما يمثل نسبة 10% من مجموع السائقين؛ من بينها ثلاث حالات مصرح بها رسميا لدى الجهات المختصة بصفتها أمراضا مهنية مرتبطة مباشرة بسياقة "الطرامواي"، وفق وثائق وتقارير طبية اطلعت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية. جمال ندير، الكاتب العام للمكتب النقابي ل"كازاطرام"، أكد أن أطباء محلفين وذوي تجربة كبيرة أكدوا أن عددا من سائقي "الطرامواي" بمدينة الدارالبيضاء مصابون بأمراض على مستوى أعصاب أياديهم اليسرى التي تستعمل للتحكم وقيادة "الطرامواي". وأبرز ندير، ضمن تصريح لجريدة هسبريس، أن هذه الأمراض المهنية تظهر على مستوى جميع مدن العالم التي تتوفر على خطوط ل"الطرامواي"، مشيرا إلى أن سرعة ظهور تلك الأمراض بالدارالبيضاء مقارنة مع المدن الأخرى تعود إلى كون خط الدارالبيضاء يعد أطول خط على مستوى العالم ويصل إلى 31 كيلومترا، مع محطات تصل إلى 48 محطة، زيادة على طبيعة الجولان في المدينة الكبيرة والمكتظة. وأضاف المتحدث إلى ذلك أن سائقي "الطرام" يشتغلون بنظام 6 أيام عمل يعقبها يومان للراحة؛ وهو ما يؤدي إلى تجاوز الحد المنصوص عليه في مدونة الشغل بخصوص ساعات العمل، حيث يشتغل السائقون 48 ساعة في الأسبوع على الأقل. إلى ذلك، أبرز أحد السائقين المتضررين أن الشركة لم تقم بالتأمين ضد الأمراض المهنية، مع العلم أن هذه الشركة الفرنسية قامت "بتأسيس شركة تأمين داخلية خاصة بها بفرنسا؛ وذلك لاحتواء الوضع الكارثي داخليا والتعتيم عليه بعد تفاقم الأمراض المهنية نفسها المرتبطة مباشرة بسياقة الطرامواي"، على حد تعبيره. واتهم السائق الشركة ب"تشغيل السائقين المرضى مع شركة أمن خاصة كحراس ليليين، مع إيفادهم إلى محطات النهاية "ترمينوس" لإجبارهم على العودة إلى ممارسة السياقة، ضاربة توصيات طبيب الشغل بعرض الحائط وغير مراعية الحالة الصحية لهذه الفئة من السائقين؛ وهو ما أدى إلى "تدهور حالتهم الصحية والنفسية". إلى ذلك، عملت جريدة هسبريس على ربط الاتصال بمسؤولي شركة "كازاطرام"، الموكل إليها استغلال خط "الطرامواي" الأول بمدينة الدارالبيضاء، والذين قدموا وعودا بالرد على الاتهامات الموجهة إليهم، دون أن يقدموا على ذلك.