التزمت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الصمت وأحجمت عن كشف ظروف التحضير للقاء الذي جمع بين رئيس الجامعة فوزي لقجع ونظيره الإسرائيلي أورين حسون ونائبه آفي ليفي، ولم تذكر مخرجاته رغم انعقاده يوم الجمعة الماضي بتقنية الفيديو. ولا يزال آخر خبر منشور في الموقع الرسمي للجامعة هو ذاك الذي يتعلق بالبلاغ المشترك مع العصبة الاحترافية بشأن موعد افتتاح الانتقالات الشتوية، علما أنه نشر يوما بعد لقاء لقع وأورين حسون، إذ لا تزال أعلى هيئة مسؤولة عن كرة القدم الوطنية متكتمة على تفاصيل ما دار بينهما رغم أن موقع الاتحاد الإسرائيلي نشر فحوى اللقاء. يبدو أن المغرب يسير في اتجاه تطبيع رياضي كما فعلت اسرائيل مع دولة الامارات العربية المتحدة، وبدأت تنزيل مضامين هذا الاتفاق بعقد شراكة بين ناديي مكابي حيفا والعين الاماراتي وضم نادي النصر لكرة القدم اللاعب الإسرائيلي ضياء سبع. لكن التساؤل المطروح هو كيف ستكون طبيعة هذا التعاون وهل ستكون الجامعة الملكية لكرة القدم أول من يفتح الباب ويساعد الرياضيين الإسرائيليين على دخول المسابقات التي كانوا ممنوعين منها من قبل مثل ألعاب البحر الأبيض المتوسط وهل سيقبل اللاعبون المغاربة مواجهة المنتخب الاسرائيلي أو فرق من اسرائيل، فمن المعروف أن منتخب اسرائيل والأندية الاسرائيلية تشارك في المسابقات الأوروبية بسبب تهديد اتحادات الدول العربية والمسلمة بمقاطعة المنافسات التي تشارك فيها، وتسجل صفحات تاريخ كرة القدم عددا من الوقائع للاعبين من أصول عربية يمارسون في فرق أوروبية رفضوا السفر مع زملائهم لمواجهة فرق اسرائيلية. الأصعب في استئناف العلاقات مع اسرائيل في عدد من القطاعات والمجالات سيكون هو المجال الرياضي الذي لا يشبه الصناعي والتجاري ولا حتى السياحي، فالرياضة لها قاعدة ممارسين كبيرة جدا ولها الملايين من الجماهير، ومن هؤلاء من يعتقد بصواب ربط علاقات كع الجانب الاسرائيلي ومنهم من يعارضها ويرفضها بشكل قاطع. أما عن اللقاء الذي جمع بين فوزي لقجع وأورين حسون، ذكر الموقع الرسمي للإتحاد الإسرائيلي، أن لقجع افتتح حديثه ، قائلا: "أرحب بهذه المحادثة التي كنا ننتظرها منذ سنوات عديدة وبفضل التحرك الشجاع للملك محمد السادس لدينا فرصة لتقوية الروابط بين الشعوب أيضا من خلال كرة القدم. وأود أن أدعوكم إلى المغرب للتفكير معا و العمل بيننا وبالطبع تنسيق المباريات بين فرقنا". ومن جهته قال رئيس الإتحاد الإسرائيلي: "أود أن أشكرك صديقي على المبادرة نحن متحمسون وبالطبع نرى أهمية كبيرة في تعزيز العلاقات والتعاون بين الجامعتين ، هناك مئات الآلاف من المواطنين في إسرائيل من أصول مغربية وهذا الخبر يجعلهم سعداء للغاية. لدينا الكثير لنتعلمه منك وأعدك بذلك. كما نشكرك على دعوتك للمجيء إلى المغرب ونرغب في استضافتك وممثلي الجمعية في إسرائيل. لدينا فرصة نادرة ، بفضل التحركات الشجاعة لرؤساء الدول ، لتقديم مستقبل أفضل لشبابنا وشبابكم".